الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق الزوجة من أجل بر الأم مما لا ينبغي

السؤال

مشكلتي مع والدتي وزوجتي، وذلك أن والدتي ـ أعانني الله على برها ـ لا تحسن التصرف في أكثر أمورها، لو سألها غريب كل مالها لأعطته، لطيب قلبها وعدم حسابها للمستقبل، وأنا وإخواني منذ سنين ننصحها ولم ينفع ذلك معها أبداً، وتسبب لنا مواقف محرجة جداً مع الناس، وتنفعل بشكل مفاجئ وتبكي، وأنا أشك في سلامة عقلها، علماً أننا نبذل المستطاع في علاجها، لكن يبدو أن هذا خلق متأصل فيها ـ والله أعلم ـ والحاصل يا شيخي الفاضل: أن قلبي وإخواني يتقطع من شدة الغم والهم، وهنا تأتي زوجتي وزوجات إخواني فلا يتحملن حضورها أبداً، وأنتم تعلمون غيرة الزوجة من الأم إذا كانت عاقلة حكيمة، فكيف إذا كانت بهذا الحال؟ أفكر أحياناً في أن أطلق زوجتي لكي أبر أمي، أشيروا علي جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن حق الأم على ولدها عظيم وبرّها من أوجب الواجبات ومن أعظم القربات، لكن للزوجة على زوجها حق لا يجوز له أن يضيعه، فالواجب عليك أن تجمع بين برّ أمّك وعشرة زوجتك بالمعروف وتعطي كل ذي حق حقّه، وينبغي أن تحرص على إصلاح العلاقة بينهما واجتناب ما يعكر صفوها، وتبين لزوجتك أنّ من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، ولا ننصحك بطلاق زوجتك، ولا نظن أن هنالك تعارضا حقيقيا بين إمساكها مع بر أمك بحيث لا يمكنك الجمع بينهما بحال، وانظر الفتويين رقم: 66448، ورقم: 57441.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني