الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تريد الزواج لتكون زوجة في الجنة لرجل رغب في نكاحها وقد مات

السؤال

سؤالي هو: أنا فتاة في 23 من العمر، وكان هناك شاب صالح كنت عرفته منذ سنتين خلال نشر دعوة، ومن ذلك الوقت أدعو أن يكون من نصيبي، والحمد لله ربي أفرحني في اليوم الذي عرفت أنه يريد الزواج بي، وأحتسبه من الطائعين والصالحين وذي خلق ودين، وقبل أن يأتي لخطبتي ب 45 يوما مات في حادث سير, وكنا ندعو أن نكون زوجين في الدنيا والجنة، لكن قدر الله فوق كل شيء, فهل يجوز لي أن أدعو أن لا يكون لي أحد سواه زوجا في الجنه حتى ولو لم أكن زوجته في الدنيا؟ لم أر أحدا مثل هذا الشاب لا في الدين ولا في الأخلاق، وكل ما كنت أصلي صلاة الاستخارة كانت تأتي بالخير، حيث في مرة حلمت قبيل الفجر بعد الاستخارة أنه أتاني ابن عمتي للخطبة فرفضته وقلت لأبي أريد ذاك الشاب الملتزم، لأنني لا أريد زينة حياة دنيا، وإنما أريد الباقيات الصالحات، وهذا ما وجدته مع ذلك الشاب الملتزم، أخاف إذا تزوجت أحدا آخر أن يتغير ديني، لأنني في بلد الدين فيه ليس قويا، أرجو إجابتي، وهل أدعو له أم لا؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ندب الإسلام إلى الزواج ورغب فيه أشد الترغيب، وذلك لما في الزواج من المصالح العظيمة والمقاصد الشريفة كإعفاف النفس وتكثير نسل الأمة، قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.

وقد نص بعض أهل العلم على أن الزواج مع الحاجة إليه أفضل من نوافل الطاعات، قال الحجاوي في زاد المستقنع في الفقه الحنبلي: وفعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة، فهو إذن قربة لا ينبغي الرغبة عنها.

ومن ماتت ولم تتزوج فإنها تزوج بمن شاء الله تعالى، لأنه لا يوجد في الجنة أعزب ذكراً أو أنثى، لما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما في الجنة عزب.

ولكن لا ينبغي للمرأة أن تبقى من غير زواج على أمل أنها تريد أن تكون زوجة في الجنة لرجل قد مات، فتبقى بلا زوج مخالفة للهدي النبوي، حيث قال صلى الله علي وسلم: وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.

ولا ينبغي لها الدعاء بأن تكون زوجة في الجنة لهذا الرجل الذي مات، فالدعاء بمثل هذا يعني ترك الزواج بالكلية وهو ـ أي ترك الزواج ـ أقل أحواله الكراهة في حق من تتوق نفسه إلى الزواج، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتويين رقم: 3011، ورقم: 16681.

وما يدري المرأة أن يكون بقاؤها بلا زوج مدعاة لها إلى الفتنة والوقوع فيما يجلب عليها سخط الله وغضبه فتكون من أهل النار ـ والعياذ بالله ـ وبذلك يقع ما تخشاه من البعد عن الدين بسبب الزواج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني