الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحج المبرور هل يجبّ التقصير في الصلاة

السؤال

أكرمني الله بالذهاب للحج هذا العام، وكنت قبل ذلك مقصرا في الصلاة. نسأل الله أن يتقبل مني الحج، ويغفر لي التقصير قبل ذلك في الصلاة.
فهل الحج المبرور يجبّ ما قبله حتى التقصير في الصلاة، والعودة كإنسان جديد؟
جزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد وقع الخلاف بين العلماء حول الذنوب التي يكفرها الحج هل هي الصغائر والكبائر أم الصغائر فقط؟ وجمهور أهل العلم على أن الحج إنما يكفر الصغائر فقط، وأمّا الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة، وانظر فتوانا رقم: 119946.
ومن العلماء من قال إن الحج يكفر الصغائر والكبائر لظواهر الأحاديث، ومعنى تكفيرها أن إثمها يسقط عنه لا أن المطالبة بقضائها تسقط، فعلى هذا القول فمن حج ولم يكن يصلي فإن إثم ترك الصلاة يسقط عنه بسبب الحج، لكن ذلك لا يقتضي عدم مطالبته بالقضاء، بل يلزمه قضاء ما تركه من الصلوات على قول من يقول بوجوب قضاء الفوائت وهم الجمهور وهو الراجح عندنا.

وعليه؛ فنرجو إن شاء الله تعالى أن يكون حجك مبرورا، وأن يغفر الله تعالى لك تقصيرك فيما سبق في الصلاة، وعليك إن لم تكن قد قضيت ما فاتك منها أن تبادر إلى قضائه.

ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 24433، والفتوى رقم: 13780.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني