الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلف كاذبا في نهار رمضان.. الحكم والكفارة

السؤال

حلفت بالله كاذبا في نهار رمضان.
كيف أكفر عن هذه اليمين؟ وكيف أكفر عن هذا اليوم من رمضان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تعمد الحلف على الكذب هو يمين الغموس، وهو من كبائر الذنوب -والعياذ بالله- فقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. وكونها في رمضان أشد؛ لأن المعصية يعظم إثمها بحسب الزمان والمكان.
وأما كفارتها؛ فالمبادرة إلى الاستغفار منها، والتوبة النصوح إلى الله تعالى، فهذا هو كفارتها عند جمهور أهل العلم، وذهب الشافعية إلى أن فيها كفارة يمين، وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد شيئا من ذلك صام ثلاثة أيام. ولذلك فالأحوط لك أن يكون مع التوبة كفارة يمين.

وأما قولك: وكيف أكفر عن هذا اليوم من رمضان؟ فجوابه: أن الصوم لا يفسد بالمعاصي التي لا تتعلق بشهوتي البطن والفرج، وإنما تؤثر تلك المعاصي على أجر الصوم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. وقد ورد في الحديث الشريف: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش. والصوم إنما شرعه الله لتحقيق التقوى؛ كما قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة:183}. فمن صامت جوارحه عن المفطرات ولم يصم عما يغضب رب الأرض والسماوات فإنه لم يحقق حكمة الصوم.

وعلى أية حال فإن التوبة النصوح كفارة لجميع الذنوب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني