الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هناك طرق للانتحار تكون خفيفة وغير مؤلمة بالمرة كاستعمال غاز الهيليوم مثلاً إلخ ... فهل يجوز لي أن أقدم عليها ... مع العلم أني أعاني من مرض نفسي (autism) يجعلني تقريبا عاجزاً تماماً عن التعايش مع الناس في المجتمع ولا حتى عائلتي .. مرضي يسبب لي شللاً تقريبا كليا في حياتي الاجتماعية فمثلاً ليس لي أي إمكانية زواج بسبب مرضي وأجد صعوبةً كبيرة في أداء أبسط الأشياء في التعاطي مع الناس والتي حتى الأطفال يستطيعون القيام بها وأنا لا أستطيع، أجد صعوبات في التواصل مع الناس أجد صعوبة في كل شيء تقريباً ... عمري 33 سنة ... كنت أتمنى أنه مع العمر والخبرة سيزول هذا المرض ولكن لم يزل ... تضرعت إلى الله بالدعاء ... ولكن لا تحسن ... مع العلم أن مرضي هذا تسبب لي أيضاً في فشل ذريع في حياتي المهنية فأنا في غضون أشهر سوف أجد نفسي بدون عمل ولن يكون سهلاً إيجاد عمل آخر في وقت يزداد فيه مرضي سوءًا ... مع العلم أني أعيش منذ مدة في الغربة، ألمانيا، وبسبب مرضي لا أجد حولي أحداً أستشيره أو يعينني على معضلتي ... فأنا في غربة مزدوجة، في بلد ليس بلدي بعيد عن أهلي، وغربة نفسية فمرضي حرمني من الأصحاب والرفقة ... لم ينفعني لا دعاء ولا استعاذة بالله من الشيطان ولا أي شيء ... حالتي قريبة جداً من النهاية ... الرجاء المساعدة ... كما قلت هناك طرق رحيمة جداً للانتحار أظن أن الحديث المعروف حول الانتحار لا ينطبق عليها ... فهل هناك أمل أن يجيز ذلك الانتحار ... لأنه دون الانتحار أنا أصلاً ميت اجتماعياً ومهنيا وكل شيء ... لا فرق بيني وبين ميت حقيقي ... حتى وإن لم أنتحر فإني سوف أموت جوعا أو مرضا على كل حال لأني لن أستطيع إلا أن أجلس في مكان ما وأنتظر الموت لأني لن أستطيع فعل أي شيء آخر بسبب مرضي

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك أن تقدم على قتل نفسك وأن تبادر ربك بنفسك فإن هذه النفس ليست ملكا لك تتصرف فيها كما تشاء، وليس الشأن في كون القتلة التي تقتل بها نفسك سهلة أو صعبة، فإن الانتحار لا يجوز بحال، وقاتل نفسه يعرضها لعقوبة الله وسخطه، ولا تظن أن مشاكلك ستحل بالانتحار بل إنك تنتقل به من عناء إلى ما هو أشد وأصعب، وخير لك أن تصبر على ما أصابك وأن تستمر في اللجأ إلى الله ودعائه فإنه ربما أخر إجابة دعائك لما لك في ذلك من المصلحة، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 132677.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني