الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحل للزوج بر والديه بظلم زوجته

السؤال

لي سنتان تقريبًا أسكن فوق طابق حماتي - أم زوجي - وأبيه وإخوانه, وقد حملت منذ أول أسبوع من وصولي بيت الزوجية, فكانت دائمًا تصعد لبيتي وتغيظني, وتتفحص كل ركن فيه, وتنتقدني وتعيبني, وتقول بأن البيت بيتها, ومن اللازم أن تراقب كل صغيرة وكبيرة, وتعيب طبخي, وكل هذا أمام زوجي, والله يشهد على تعبي من الوحم, وكم كنت أغتاظ منها, فكانت تنزل وهي تضحك, وتجعلني في شجار مع زوجي, بعدما كان جونا هادئًا,
وهي تغتابني عند كل معارفها والذين يعرفوني, وتلعب دور الضحية؛ لأن والدي في ذمة الرحمن, وهي لا تعامل باقي زوجات أولادها بهذه الطريقة.
وقد تسببت لي بالضرب مرات عديدة من زوجي, وبالجفاء منه, وبتحريضه عليّ, وهو يرضيهم ويتأثر بكلامهم حتى وإن كان غلطًا وفيه ظلم للناس, وإلى يومنا هذا لم تتركني بحالي, ومهما فعلت لإرضائها لا ترضى, وأقسم لكم بالله العلي العظيم أني لا أستحق سبها وشتمها لي أمام الناس, وإذا قررت الابتعاد عنها لأنجو من شرها بحيث ألزم بيتي لا تدعني أهنأ بالحياة مع زوجي ببيتنا, فتظل تتصل عليه وتطلب منه أشياء, أو ترسل أولادها ليطلبوا منه أشياء.
أنا مرهقة, وأصبحت أفكر في الطلاق؛ لأن زوجي متعلق بشكل فظيع بأهله, لدرجة أنه ليس هناك فرق بيني والحشرة بالنسبة له أمام أهله - حسبي الله ونعم الوكيل -.
يا شيخ: اعتبرني واحدة من بناتك, فبماذا تنصحني؟ لأن تلك المرأة قهرتني, وهدت حيلي, ومازالت مصرة على أذيتها لي وقسوتها وحقدها وحسدها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال - كما ذكرت - من إيذاء أم زوجك لك فهي ظالمة لك, والواجب على زوجك أن يحسن عشرتك, ولا يعرضك للأذى، وإذا كان حريصًا على بر والديه فهذا أمر محمود بلا ريب, لكن لا يجوز له أن يبر والديه بظلم زوجته, وإنما عليه أن يجمع بين بر والديه وإحسان عشرة زوجته, كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 66448

فبيني هذا الأمر لزوجك وتفاهمي معه برفق وحكمة، واحرصي على الإحسان إلى أهله ما استطعت, واعلمي أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة, ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } فصلت(34), فإن لم تستقم الحياة بينكما فلتوازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه، واختاري ما فيه أخف الضررين.

ويمكن التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا لعلهم يفيدونك أكثر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني