الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تهديد الوالد لا يبيح الولوغ في الربا

السؤال

السلام عليكمأنا أعمل موظفة. وفي هذه الآونة نحن نمر بأزمة مالية ووالدي يدين بمبلغ من المال لمجموعة من الأشخاص و لم يجد حلاً إلا عن طريق أخذ سلفة من البنك لسداد الديون .أمرني بأخذ سلفة على حسابي و لكني رفضت وماطلت كثيرا لأنني أعرف أنها محرمة علينا ولخوفي من الله عز و جل ولكن والدي أجبرني وهددني وغضب مني وحلف علي إن لم أفعل ذلك فهو لن يأخذ مني قرشا مدة حياته ولم أستطع إلا أن أفعل ذلك . فما هو كفارة ما فعلت . ملاحظة : أنا أقوم بالتصدق بمبلغ من المال كل شهر طمعا في نيل الرضى من الله . واتباعا لقول الله " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم"ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمما لا شك فيه أن الربا من كبائر الذنوب التي جاء الإسلام بتحريمها وإبطالها، قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة:278].
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. رواه مسلم.
وأمر والدك لك بأخذ هذه السلفة وتهديده بمقاطعتك إن لم تفعلي، كل ذلك لايبيح التورط في هذه المعصية، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري.
وسبيل تكفير هذا الذنب هو التوبة والاستغفار والندم، فإن العبد إذا أذنب ثم تاب تاب الله عليه.
وإن استطعت أن تدفعي للبنك رأس المال فقط وتتخلصي من هذا العقد المحرم فهذا المتعين عليك، وإن لم تستطيعي فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني