الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعقبات من الملائكة يحفظون العبد من بين يديه ومن خلفه

السؤال

رأيت فلمًا - وقالوا إنه حدث حقًّا في الصين - وفيه أن رجلاً كان يقود دراجة فكادت إحدى السيارات المارة أن تصيبه بحادث, والذي حصل أنه أتى شيء سريع جدًّا كلمح الضوء لإنقاذه, والعجيب الذي حصل هو اختفاء هذا الشيء والرجل والدراجة التي يقودها, وبعد الاختفاء ظهروا على الجهة الثانية, لكن هذا حدث بسرعة, والشيء الذي كان سريعًا كلمح البصر تحول إلى رجل:
هل هذا ممكن أن يحصل حقًّا؟ أم أن هذا جني؟ ويقول الله تعالى: "ويخلق ما لا تعلمون" ما السر بين السؤال والآية؟
شكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس عندنا ما يجزم به في ثبوت أو عدم ثبوت ما يراه الناس في الأفلام, فكم من الافلام تظهر بها أشياء لا حقيقة لها في الواقع! ومع ذلك فقد ثبت أن هناك حفظة من الملائكة، يحرسون العباد ـ بإذن الله وقدره - مما لم يقدر الله إصابة العبد به، فإذا قدر الله أن يصاب العبد بشيء فلا تستطيع الملائكة دفعه، فإذا أراد إنسي أو جني أو حيوان إيذاء أحد من الناس فإن الملائكة يذودون عنه ويحمونه، فإذا جاءه ما قدر الله إصابته به خلوا بين العبد وبين ما قدر الله ولا يستطيعون حمايته، فقد قال الله تعالى: "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .... وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ {الرعد:11}.

وقال تعالى: قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا {الأحزاب:17}.

وقال تعالى: قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا {الفتح:11}.

قال الهيتمي: أخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله تعالى: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ { الرعد: 11} قال: ليس من عبد إلا له معقبات من الملائكة من بين يديه ملكان يكونان معه في النهار فإذا جاء الليل أصعدا وأعقبهما ملكان فكانا معه ليلته حتى يصبح يحفظونه من بين يديه ومن خلفه, ولا يصيبه شيء لم يكتب إذا غشيه شيء من ذلك دفعاه عنه، ألم تره يمرّ بالحائط فإذا جاز سقط، فإذا جاء الكتاب خلوا بينه وبين ما كتب له وهم من أمر الله أمرهم أن يحفظوه, وأخرج أبو داود في القدر وابن أبي الدنيا وابن عساكر عن علي أيضاً قال: لكل عبد حفظة يحفظونه لا يخر عليه حائط, أو يتردى في بئر, أو تصيبه دابة, حتى إذا جاءه القدر الذي قدّر له خلت عنه الحفظة فأصابه ما شاء الله أن يصيبه. اهـ

ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 30700.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني