الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يؤدي الله عن العبد دينه إن صدق النية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهغرقت في ديون كثيرة بسبب تعثري في التجارة وأعيش مع ابنتي وأمهم في بلاد لا تدين بأي ديانة سماوية ولا أطلب مساعدة من أحد لإيماني بالله عز وجل وسؤالي: إذا وافتني المنية وأنا على حالي كيف سيقبلني رب العالمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الدين في أحاديث كثيرة، ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر".
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف قلت؟" قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر؛ إلاّ الدين، فإن جبريل قال لي ذلك".
ولكنه صلى الله عليه وسلم قد ساق بشرى لمن استدان أموال الناس وهو ينوي أداءها، فقال صلى الله عليه وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله" رواه البخاري.
فالله عز وجل في عون العبد إذا كان قد أخذ الديون بنية إرجاعها، فإن مات ولم يوفّ أدى الله عنه في الآخرة، ولكن هذا الوعد مرتبط بصدق النية.
وما ذكره السائل من إقامته بدار الكفر قد سبق بيان حكمه في أجوبة ماضية، فلتراجع ومنها الأرقام التالية: 714، 2007.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني