الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من وصف امرأة بوصف سيء غير متحقق فيها

السؤال

شخص تقدم لخطبة فتاة، وسأل عنها في مكان عملها، وجاء شخص آخر من الغيرة قال عنها إنها سيئة السلوك، وانتشر ‏الكلام، وهي مظلومة، مما تسبب في عدم زواجها.
فما حكم هذا الشخص المسيء هل ما قاله يعتبر قذفا أم غيبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الرجل قد نعت هذه المرأة بوصف سيء غير متحقق فيها فهذا بهتان، وهو أشد حرمة وأعظم إثما من الغيبة، روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته.

وقال الخادمي في كتابه " بريقة محمودية: البهتان أشد من الغيبة. اهـ.

فالواجب على هذا الرجل التوبة إلى الله تعالى، ومن تمام توبته أن يستسمح هذه المرأة إن علمت بالأمر، وإلا اكتفى بالدعاء لها والثناء عليها خيرا عند من بهتها أمامهم. وانظري الفتوى رقم: 164051.

وننبه إلى أنه إذا اتهمها بفعل الفاحشة كان ذلك قذفا وغيبة، أما إذا لم يذكرها بالفاحشة فلا يعد ذلك قذفا، ولكنه جرم خطير كما سبق، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، ويراجع في تعريف القذف وما يترتب عليه الفتوى رقم: 93577.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني