الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفة الطفل الذي يجوز للمرأة إبداء زينتها أمامه

السؤال

السؤال1: زوجتي حصلت على عمل لدى مدرسة ابتدائية نموذجية للبنين. فهل يجوز لها شرعاً أن تُدرس الأولاد، فالمدرسة بها طلاب من الصف الأول إلى الصف السادس، وعليها التدريس للصفين الثالث والرابع، أو الثاني والثالث، أما عن الصفين الخامس والسادس فلهما وقت فسحة لوحدهما دون الصفوف الأربعة الأولى؟
السؤال2: ماذا عن المكياج والعطر أمام الطلاب؟
السؤال3: في حال أنها بدأت العمل ماذا عن الراتب إن كان لا يجوز لها العمل في هذا المجال؟
والله الموفق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق بالفتوى رقم: 122352 بيان حكم تدريس المرأة للذكور البالغين منهم وغير البالغين، فراجعها.

وأما بخصوص الطفل الذي يجوز للمرأة إبداء زينتها أمامه فيبينه قوله تعالى: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: يعني لصغرهم لا يفهمون أحوال النساء وعوراتهن من كلامهن الرخيم، وتعطفهن في المشية، وحركاتهن وسكناتهن، فإذا كان الطفل صغيراً لا يعلم ذلك فلا بأس بدخوله على النساء، وأما إن كان مراهقاً أو قريباً منه بحيث يعرف ذلك ويدريه، ويفرق بين الشوهاء والحسناء فلا يمكن من الدخول على النساء. اهـ.

وننبه بهذه المناسبة إلى أن وسائل التكنولوجيا الحديثة كالانترنت، وأجهزة الإعلام قد شوهت فطرة الأطفال، فلم يعد الطفل في الغالب بذلك الطفل البريء الساذج الذي يمكن للمرأة أن تظهر شيئا من الزينة أمامه. فالسلامة كل السلامة في أن تجتنب المرأة وضع شيء من الزينة على وجهها وإبداءها أمام أي طفل مميز. ومن له اطلاع على الواقع يعلم صدق ما ذكرنا.

وإذا عملت المرأة على حال يخالف الشرع فإنها تأثم، ولا تأثير لذلك على الراتب إن أدت عملها على الوجه المطلوب منها، فيكون حينئذ كسبها طيبا حلالا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني