الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصوفية بين المدح والذم

السؤال

لو فرضنا جدلًا أن هناك طريقة صوفية ليس فيها أي بدع ولا أي شركيات, فهل يجوز لي ان أتبعها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن التسمي باسم الصوفية ليس منكرًا في ذاته، وإنما ينكر على المتسمين بهذا الاسم ما يقعون فيه من المخالفات من البدع والشركيات، فهذا الاسم -نعني الصوفية- لا يمدح بإطلاق, ولا يذم بإطلاق، بل الممدوح منه ما وافق الكتاب والسنة, والمذموم منه ما خالف الكتاب والسنة، فلو فرض خلو طريق من طرق هؤلاء القوم من البدع والشركيات والمخالفات, وأن أصحاب هذه الطريق موافقون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, فهم ممدوحون, وليس على متبعهم والسائر معهم في طريقهم تلك حرج بحال، قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: وقد ذم طريقهم - يعني الصوفية - طائفة من أهل العلم, ومن العباد أيضًا من أصحاب أحمد, ومالك, والشافعي, وأبي حنيفة, وأهل الحديث, والعباد, ومدحه آخرون, والتحقيق فيه: أنه مشتمل على الممدوح والمذموم كغيره من الطريق, وأن المذموم منه قد يكون اجتهاديًا, وقد لا يكون, وأنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في الرأي, فإنه قد ذم الرأي من العلماء والعباد طوائف كثيرة, والقاعدة التي قدمتها تجمع ذلك كله, وفي المتسمين بذلك من أولياء الله وصفوته وخيار عباده ما لا يحصى عده, كما في أهل الرأي من أهل العلم والإيمان من لا يحصي عدده إلا الله. انتهى.

غير أن هذا يبقى فرضًا جدليًا في الغالب؛ إذ الشائع من حال المتسمين بهذا الاسم في هذه الأزمان شيوع المخالفات, وانتشار البدع والشركيات، ولا يمكن التمييز بين الصحيح والفاسد من ذلك إلا بالعلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم, فإن ناقص العلم قد يلبس عليه الأمر, ويصور له الباطل في صورة الحق, فيروج ذلك عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني