الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذب ادعاء أن معاوية كان يشرب الخمر ويستحل الربا ويلبس الذهب والحرير

السؤال

أورد الدكتور عدنان إبراهيم عدة أحاديث في صحيح مسلم والمسند أن معاوية كان يشرب الخمر, ويستحل الربا, ولبس الذهب والحرير, فهل هذا صحيح؟
شكرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن معاوية - رضي الله عنه - من أجلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكتبة الوحي الشريف، ولا يثبت عنه - حاشاه - أنه شرب الخمر, أو استحل الربا, أو لبس الذهب والحرير، وليس في صحيح مسلم, ولا المسند, ولا في صحيح الأثر ما يدل على ذلك.

بل قد روى عدة أحاديث في حد شارب الخمر والنهي عن الحرير والذهب، فقد ثبت عنه - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شارب الخمر: "إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب الثانية فاجلدوه، ثم إذا شرب الثالثة فاجلدوه، ثم إذا شرب الرابعة فاضربوا عنقه" أخرجه أحمد والأربعة، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين انتهى، وفي الأثر الذي أخرجه الطبراني - بإسناد حسن - من طريق كيسان مولى معاوية قال: خطب معاوية الناس فقال:يا أيها الناس؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تسع، وأنا أنهاكم عنهن، النوح، والشعر، والتبرج، والتصاوير، وجلود السباع، والغناء، والذهب، والحر والحرير.

وقد سبق بيان حال معاوية وفضله -رضي الله عنه- في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3845، 34898 ،52235، 62933.

وأما عدنان المذكور فقد رد عليه الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي وغيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني