الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الجندي الموظف في دولة لا تحكم بما أنزل الله من الطواغيت

السؤال

لي بعض التساؤلات والتي هي مرتبطة ببلادي تونس، فأنا أعلم أن من لا يحكم شرع الله يسمى طاغوتًا, وجنوده أيضًا, وهنا أريد أن أسال هل كل الجنود من الطواغيت أم أن هناك استثناءات باعتبار عدم العلم والجهل بهذا الحكم مثلًا؟ وإن وجدت استثناءات فما هي؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن نصوص الشرع قد دلت على أن من حكم بغير ما أنزل الله فهو كافر، وهذا من جهة العموم، وهو داخل عمومًا أيضًا فيما يسمى بالطاغوت، يقول العلامة ابن القيم: الطواغيت كثيرون، ورؤوسهم خمسة: إبليس - لعنه الله - ومن عُبد وهو راض, ومن دعا النّاس إلى عبادة نفسه, ومن ادعى شيئًا من علم الغيب, ومن حكم بغير ما أنزل الله. اهـ.

وأما من جهة الخصوص فهنالك تفصيل يختلف فيه الحكم على من حكم بغير ما أنزل الله بالكفر الأكبر أو الأصغر باختلاف الأحوال، وقد أوضحنا ذلك في بعض الفتاوى نحيلك منها على الفتويين التاليتين أرقامهما: 170175 - 35130.

والجندي لا يعتبر مرتكبًا لأمر محرم بمجرد عمله جنديًا فضلًا عن أن يكون هذا الجندي طاغوتًا، فإذا لم يترتب على عمله إتيان منكر, أو عون للظالم على ظلمه ونحو ذلك لا يكون آثمًا، وقد تكون أحيانًا المصلحة الراجحة في الالتحاق بمثل هذا العمل مع وجود شيء من المفاسد، وراجع للمزيد الفتاوى: 163001 - 155797 - 119041.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني