الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حضور الملائكة لمجالس الذكر

السؤال

هل ورد أن جبريل - عليه السلام - ينزل في حلقات الذكر؟ فإذا أحس أحدهم في الحلقة بقشعريرة – مثلًا - فيكون ذلك دليلًا على نزوله وسلامه على الجالسين.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تحف حلق الذكر، منها في سنن أبي داود وصححه الألباني: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»
ومنها ما في البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أيضًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ " قَالَ: «فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» إلى آخر الحديث, ولم نجد تعيين أسماء هؤلاء الملائكة, ولا أن جبريل عليه السلام من ضمنهم، بل ذكر بعض شراح الحديث أنهم ملائكة لا وظيفة لهم غير حلق الذكر، ومعلوم أن جبريل - عليه السلام - له وظيفة أخرى وهي النزول بالوحي على الرسل، ففي إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني عند شرح الحديث المذكور: إن لله ملائكة.. زاد الإِسماعيلي وابن حبان ومسلم فضلًا بسكون الضاد وضم الفاء جمع فاضل كنزل ونازل، ...أي زيادة على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق لا وظيفة لهم إلا حلق الذكر. انتهى, مع أن جبريل قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يباهي الملائكة بجماعة من الصحابة جلسوا يذكرون الله تعالى ويحمدونه على ما منَّ به عليهم من الهداية للإسلام، قال النووي: يستحب الجلوس في حلق الذكر، وأورد الحديث الذي رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، أنه قال: إنه صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا..... إلى أن قال: أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة, وتراجع الفتوى رقم: 46323.

كما أننا لم نطلع على أن وجود القشعريرة في مثل هذه المجالس علامة على نزول الملك، وقد ذكر بعض أهل العلم أن وقت الإحساس بالقشعريرة والرقة من أوقات إجابة الدعاء فينبغي الدعاء عند الشعور بها, قال المناوي فيض القدير شرح الجامع الصغير عند ذكر حديث: (الدعاء مستجاب ما بين النداء) ... وقد ورد في أحاديث أخرى أن الدعاء يستجاب في مواطن أخرى, منها: في ليلتي العيد, وليلة القدر, وليلة النصف من شعبان, وأول ليلة من رجب, وعند نزول المطر, والتقاء الصفين في الجهاد, وفي جوف الليل الآخر, وعند فطر الصائم, ورؤية الكعبة, وأوقات الاضطرار, وحال السفر والمرض, وعند المحتضر, وصياح الديك, وختم القرآن, وفي مجالس الذكر, ومجامع المسلمين, وفي السجود, ودبر المكتوبة, وعند الزوال إلى مقدار أربع ركعات, وبين صلاة الظهر والعصر من يوم الأربعاء, وعند القشعريرة, وفي الطواف, وعند الملتزم, وتحت الميزاب, وفي الكعبة, وعند زمزم, وعلى الصفا والمروة, وفي عرفة, والمسعى, وخلف المقام, والمزدلفة, ومنى, والجمرات, وغير ذلك. انتهى

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني