الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع عصر الذكر عند الاستبراء

السؤال

هل يجوز الاستبراء من البول باليد: بعصر القضيب, واستخراج قطراته المتبقية باليد اليسرى على مساحة اليد اليمنى, ثم غسل اليد اليمنى بعد ذلك؟
وهل معنى الاستبراء من البول هو عصر القضيب؟
جزاكم الله عنا خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فنقول ابتداء: إن الاستبراء في اللغة: طلب البراءة, والاستبراء من البول يقصد به طلب البراءة من الخارج, جاء في الموسوعة الفقهية: الاِسْتِبْرَاءُ هُوَ طَلَبُ الْبَرَاءَةِ مِنَ الْخَارِجِ مِنَ السَّبِيلَيْنِ حَتَّى يُسْتَيْقَنَ زَوَال الأْثَرِ، فَهُوَ أَخَصُّ مِنْ الاِسْتِنْزَاهِ. اهــ
وقال ابن منظور في اللسان: واسْتَبْرأَ الذَّكَرَ طَلَبَ بَراءَتَه مِن بَقِيَّةِ بول فيه بتحريكه ونَتْرِه وما أَشبه ذلك حتى يَعْلَم أَنه لم يَبْقَ فيه شيء ... اهــ .
والطريقة التي ذكرتها من عصر الذكر باليد اليسرى على راحة اليمنى هذه الطريقة ليست من الاستبراء المشروع, وعصر الذكر عند الاستبراء - وإن عده بعض الفقهاء مشروعًا - إلا أن آخرين عدوه بدعة, منهم شيخ الإسلام ابن تيمية كما بيناه في الفتوى رقم: 164041, والفتوى رقم: 176279, وفي تلك الطريقة أيضًا مس الذكر باليمين, وربما أصابها البول, وهذا منهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ, وَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ. متفق عليه، ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 40393.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني