الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يعلم عدد من حضروا قصة كسر الصحفة

السؤال

ما صحة راوية أن عائشة رضي الله عنها طفقت الصحفة أمام مائة وثمانين من الصحابة؟ وأرجو أن يكون بالتفصيل إن أمكن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان المقصود بقولك طفقت الصحفة أي: كسرت الصحفة, فالقصة معروفة ثابتة فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلَقَ الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: غارت أمكم، ثم حبس الخادم حتى أُتِيَ بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسِرَت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرت.

وأخرج الإمام أحمد في المسند من حديث أنس أيضًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه، قال: أظنها عائشة، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم لها بقصعة فيها طعام، قال: فضربت الأخرى بيد الخادم فكسرت القصعة نصفين، قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: غارت أمكم، قال: وأخذ الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل فيها الطعام، ثم قال: كلوا فأكلوا، وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا، فدفع إلى الرسول قصعة أخرى وترك المكسورة مكانها.

وأغلب روايات هذا الحديث وردت مبهمة بلفظ: "عند بعض نسائه" وإن كان قد ورد في بعضها أنه في بيت عائشة، وهو الذي عليه شراح الحديث، كما حصل الخلاف أيضًا في مرسلة الصحفة، هل زينب بنت جحش أو حفصة أو أم سلمة، إلى أن رأى بعض شراح الحديث أن القصة تعددت مرات.

ولم نقف على من ذكر عددًا معينًا لمن كان معه صلى الله عليه وسلم في تلك الساعة من الصحابة، بل الوارد أن نفرًا - دون تحديد - مَن مِن أصحابه كان معه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني