الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في سماع صوت المرأة مالم يكن فيه فتنة أو خضوع بالقول

السؤال

بحثت في الإنترنت عن إجابة عن سؤالي, ولكن خصوصية السؤال تتطلب حقًّا إجابة كافية.
أنا متطوعة في العمل الخيري بمدينتي - رابطة للعمل الخيري والدعوي - وهدفنا أن نمد يد العون للعائلات المعوزة, ونرسخ القيم الإسلامية, والمستهدفون هم الأطفال الصغار - من 6 سنوات إلى 12 سنة - ففي بلادنا طالت غربة الإسلام منذ ما يقارب 150 سنة بين الاستعمار الفرنسي إلى حكامنا اليساريين, وتنفسنا الحرية بعد طول سنين, والمعرفة الدينية مهمشة؛ حتى أن هناك من لا يعرف أركان الإسلام والإيمان, وهناك من لا يعرف الاسم الثلاثي لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ولن أتحدث عن القرآن, هؤلاء الكبار فما بالك بالصغار!؟
ونحن نقوم بزيارة ميدانية للمدارس, وإقامة خيمة دعوية تقوم على التعريف بقيمة القرآن, والتعريف برسولنا الأمين صلّى الله عليه وسلم, كما أننا نقوم بهاته الخيمة في وسط المدينة – أي: في الشارع - وفي بعض الأحيان نقوم بخيمة حسب المستجدات, للتعريف بالقضية الفلسطينية مثلًا, أو لنصرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم, أو رمضان فرصتك للتوبة...
ونضع الخيمة بحيث تكون الأخوات والأطفال داخل الخيمة, والرجال خارج الخيمة, والسؤال: أنا وأخ نقوم بتقديم البرنامج, وبعرض بعض الدروس القصيرة للأطفال؛ وبعدها نسألهم عنها, ومعنا مجموعة كاملة, كلٌّ له عمله, مع العلم أني ألبس اللباس الشرعي, وليس فيه زينة, ولا يجلب انتباه, ولا... ولكني أتاني قريبي وقال لي: إن صوت المرأة عورة, وكنت مقتنعة بأن صوت المرأة ليس بعورة, إلا بالخضوع بالقول, ولكني الآن أريد إجابة مفصلة؛ لأن هذه الخيمات التي نقوم بها دورية, أي: في كل سنة نقوم بها 4 مرات على الأقل في وسط المدينة, بالإضافة إلى بعض الأعمال التي نقوم بها في دار الثقافة, مع العلم أن الحضور هم الأطفال وأولياؤهم.
أرجو أن تجيبوني عن سؤالي, بارك الله فيكم.
إلهي لا تعذبني فإني ... مقرٌّ بالذي قد كان مني
ومالي حيلة إلا رجائي ... لعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم من زلة لي في البرايا ... وأنت عليَّ ذو فضل ومنّ
إذا فكرت في قِدمي عليها ... عضضت أناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيرًا وإني ... لشر الخلق إن لم تعفُ عني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يبارك في جهودكم لنشر دينه، وأن يعظم أجركم في سعيكم لهداية عباده.

وبالنسبة لصوت المرأة: فهو ليس بعورة، وسماع صوت المرأة الأجنبية جائز، ما لم يكن فيه خضوع بالقول، وما لم يؤدِّ سماعه إلى الوقوع في الفتنة، كما بيناه في الفتوى: 9792.

لكن ينبغي أن تتنبهي إلى أن الطفل المراهق الذي قارب البلوغ يجب الاحتجاب منه، كما في الفتوى: 46022.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني