الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في بنك ربوي لا دخل له بمعاملات الربا

السؤال

أبي يعمل في بنك ربوي، لكن قسمهIT لا دخل له في معاملات الربا، فهو يتلقى الإيميلات التي فيها مشاكل برمجية، ويبعث للموظفين حلها، وعندما عين في البنك لم يجد إلا هذا العمل، فاضطر للعمل به وهو متضايق منه، لكن ليس بيده حل، وسوف يحصل على راتب ضمان اجتماعي بعد الانتهاء، وعمره كبير لا يستطيع العمل في مكان آخر، ويصرف على عشرة أشخاص، وأعطاه البنك أن يدرس ابنته إذا حصلت على معدل عال في التوجيهي، وبالفعل حصلت على معدل. فما حكم بقائه في البنك وتدريس ابنته ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لأبيك العمل في البنك الربوي مطلقا، لأن العمل في البنك لا يخلو من إعانة للمرابين، وقد نهى الله عن ذلك بقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}. وفي صحيح مسلم: من حديث جابر قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء.

وبناء عليه، فلا يجوز لوالدك البقاء في ذلك العمل، إلا إذا كان ذلك مضطرا ضرورة ملجئة لا يمكن دفعها إلا بذلك العمل، بحيث إذا تركه لم يجد الطعام أو اللباس أو السكن له ولمن يعول، فإن كان كذلك فله أن يبقى فيه إلى أن يجد عملا آخر ولو براتب أقل. ومثل ذلك يقال في مكافاة نهاية الخدمة، فهي مال حرام أيضا ليس له أن ياخذ منه إلا بقدر حاجته إن كان فقيرا محتاجا، والباقي يتخلص منه بصرفه في مصالح المسلمين، ودفعه للفقراء والمساكين ولا يترك المال للبنك الربوي.

وأما دراسة البنت على حساب البنك على سبيل التبرع منه، فيجوز مع الكراهة كما بينا في الفتوى رقم: 119610.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني