الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس في الحديث ما يدل على تخصيص يوم لزيارة القبور

السؤال

حيرني سؤال عن تخصيص الزيارة للقبور بيوم أو..... حيث نرى العلماء ينكرون تخصيص زيارة القبور، وهنا نرى رسول صلى الله عليه وسلم كلما كانت ليلة أمنا عائشة -رضي الله عنها- يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد. أليس في هذا تخصيص ليوم من الأيام، أو بوقت من الأوقات لزيارة القبور؟
ونتمنى أن نرى برنامجا جديدا لفتاواكم لأن التي عندنا على الكميوتر لعام 2009.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث الذي أوردت صحيح؛ رواه الإمام مسلم وغيره، ولفظه عند مسلم: عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد.

لكنه ليس في هذا الحديث ما يدل على تخصيص الزيارة بليلة معينة؛ فإن نوبة عائشة لم تكن في يوم معين؛ بل إنما تكون إذا حان عليها القسم فهي - في الغالب - ليلة من كل تسع ليال -فقصارى ما يدل عليه الحديث أن زيارة المقابر كانت عادة مستمرة له صلى الله عليه وسلم في نوبة عائشة.

قال المباركفوري: أي كان من عادته أنه إذا بات عندها أن يخرج.

وقال أيضا: فهذا ظاهر في أن ذهابه إلى البقيع في نوبة عائشة كان عادة له مستمرة.

وقد ذكر بعض أهل العلم أن هذا كان بعد حجة الوداع.

يقول المباركفوري أيضا: أي في آخر عمره بعد حجة الوداع، قاله السندي.

وإذا تبين أنه ليس في هذا الحديث ما يدل للتخصيص، فلم يثبت أيضا في تخصيص زيارة القبور بيوم معين أثر يعتمد عليه كما قال أهل العلم، وتخصيصها بيوم معين لقصد اليوم نفسه واعتقاد فضل فيه، بدعة .

وقد بينا هذا المعنى في فتاوى سابقة منها: 101186 / 32569 / 9804 .

ونضيف هنا لمزيد الفائدة نتفا من كلام أهل العلم.

قال خليل ممزرجا بمنح الجليل: (وَ) جَازَ (زِيَارَةُ الْقُبُورِ) بَلْ هِيَ مَنْدُوبَةٌ (بِلَا حَدٍّ) بِيَوْمٍ أَوْ وَقْتٍ، أَوْ فِي مِقْدَارِ مَا يَمْكُثُ عِنْدَهَا، أَوْ فِيمَا يُدْعَى بِهِ أَوْ الْجَمِيعُ، وَيَنْبَغِي مَزِيدُ الِاعْتِبَارِ حَالَ الزِّيَادَةِ وَالِاشْتِغَالُ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ.

وفي فتاوى اللجنة الدائمة: لا يجوز تخصيص يوم معين من السنة لا الجمعة ولا أول يوم من رجب، ولا آخر يوم، في زيارة المقابر؛ لعدم الدليل على ذلك، وإنما المشروع أن تزار متى تيسر ذلك، من غيرتخصيص يوم معين للزيارة.

وفي فتاوى ابن عثيمين: لا أعلم في ذلك سنة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يخص يوم الجمعة بزيارة المقبرة، وكذلك لا يخص يوم العيد بزيارة المقبرة. وعلى هذا فلا ينبغي أن نخصص يوما من الأيام لزيارة القبور، فزيارة القبور مستحبة كل وقت ليلا أو نهارا في أي شهر وفي أي يوم، وتخصيص يوم معين للزيارة لا أصل له في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني