الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في وجود أجزاء للميت بعد دفنه والصلاة عليه

السؤال

في الحرب الأخيرة على غزة حدث أن استشهد رجلان بصاروخ زنانة, وصلي على الشهداء حينها ودفنوا, وحين عدنا إلى المكان بعد ثلاثة أو أربعة أيام وجدنا بعض قطع من لحمهم متناثرة في أماكن مختلفة, والقطع ليست كبيرة, والسؤال هو: ما هو الإجراء الصحيح في التعامل مع تلك القطع؟ هل تدفن في نفس المكان؟ أو تلحق بأصحابها؟ رغم صعوبة تحديد صاحبها, وهل هناك ضرورة للصلاة عليها ثم دفنها؟
أفيدونا أفادكم الله, وجزاكم الله عنا خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مسألة الصلاة على جزء الميت هذه مسألة اختلف فيها أهل العلم, وقد سبق أن بينا مذاهب الأئمة فيها في الفتوى رقم: 52175 .

والذي عليه الشافعية والحنابلة أن الجزء حكمه حكم الكل يصلى ثم يدفن، وكون هذين الشهيدين قد صُليَ عليهما قبل الدفن لا يسقط الصلاة على أجزائهما, فلا ضير في تكرير الصلاة هنا نص على ذلك الحنابلة, قال في الروض: وإن وجد بعض ميت لم يصل عليه فككله, إلا الشعر والظفر والسن فيغسل ويكفن ويصلى عليه، ثم إن وجد الباقي فكذلك.

وقال في شرح منتهى الإرادات: فإن كان الميت صلي عليه، غسل ما وجد وكفن وجوبًا، وصلي عليه ندبًا، كما يأتي.

أما عن دفن هذه القطع فيدفن كل بجانب قبر صاحبها - إن أمكن - ولا ينبش لها القبر، وإن تعذر ذلك دفنت حيث أمكن.

قال في الشرح الكبير: وإن وجد الجزء بعد دفن الميت غسل وصلي عليه, ودفن إلى جانب القبر, أو نبش بعض القبر ودفن فيه, ولا حاجة الى كشف الميت؛ لأن ضرر نبش الميت وكشفه أعظم من الضرر بتفرقة أجزائه.

فالخلاصة إذن: أن هذه الأشلاء تجمع ويصلى عليها, ثم تدفن كل قطعة بجانب صاحبه دون أن ينبش القبر - إن أمكن ذلك-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني