الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قواعد تبين متى تطهر الحائض ويجب عليها الاغتسال

السؤال

أولا، جزاكم الله خيرا على هذا الموقع، وجعله في ميزان حسناتكم.
لدى بضعة أسئلة بخصوص الحيض، ومتى يكون الغسل؟
منذ بلوغي، وفترة الحيض عندي من 5-6 أيام بالكثير، لكن منذ عدة شهور وهي مضطربة قليلا، فتزيد ب 7 أو 8 وأحيانا 9؛ الدم ينقطع في اليوم السادس تقريبا، لكن خلال يوم أو يومين تنزل مني إفرازات حمراء وبنية، ويبدأ لونها يخف بالتدريج إلى أن تنزل القصة البيضاء.
سؤالي أنه خلال هذين اليومين قد يحصل جفوف بسييط، ثم تعاود الإفرازات البنية النزول، لكن هذا بالبداية، وبعدها أرى إفرازات بيضاء لكن بها شائب بسيط جدا من لون أصفر باهت جدا، ممكن أتفقد فلا أجد أي إفرازات؛ فأنتظر قليلا لأتأكد؛ فتنزل بعد فترة الانتظار هذه الإفرازات البيضاء التي بها شائب.
هل من المفترض أن أغتسل ما دام أنه كانت هناك فترة يسيرة لم ينزل بها شيء أم علي الانتظار حتى التأكد والتيقن؟؟
كنت أفعل هذا، وكان آخر وقت لهذا الانتظار هو اليوم السابع، أو آخر السابع، وتنزل فيه القصة البيضاء، لكن خلال دورتين فائتتين طالت المدة كثيرا لتشمل اليوم الثامن والتاسع، وعلى نفس الوضع من الممكن فترة جفوف يسيرة، وبعدها تعاود هذه الإفرازات النزول؛ ولكن اغتسلت في آخر اليوم الثامن، ومرة بالتاسع، رغم نزول هذه الإفرازات، اعتمادا على وجود فترة لم ينزل فيها شيء، والشيء الثاني أن هذه الإفرازات استمرت حتى بعد اغتسالي لأيام عديدة، وحدث خلال مرتين أن نزلت إفرازات بنية بعد الاغتسال، لكن اعتبرتها استحاضة وأنها نتيجة تعب؛ لأنها نزلت بعد عدة أيام من الاغتسال، وفي السنين الفائتة كان يحدث هذا الأمر حتى بعد ظهور القصة البيضاء، نزول نقطة دم أو نقطتين بعد الطهر بأسبوع، لكن في هذه المرة لم يكن دما بل إفرازات, ومن الطبيعي عندي نزول إفرازات بيضاء أو صفراء، أو بها كدرة خلال الأيام العادية وليس بعد الحيض أو قبله فقط.
فهل انتظاري حتى القصة صحيح ؟ وطهري خلال المرتين باليوم الثامن والتاسع صحيح أم لا ؟ وإن كان اغتسالي بوقت خاطئ هل علي إعادة الصلوات أم لا ؟
وأخبرتني أمي أنها سمعت فتوى أن نزول الكدرة بأيام غير زمن الحيض المعتادة لا تعتبر من الحيض. هل هذا صحيح أم لا ؟
وأيضا سؤال آخر: شقيقتي عندها علامة الطهر هي الجفوف وليس القصة البيضاء، كما عندي، أحيانا عند آخر يوم للحيض وقبل الاغتسال كانت ترى إفرازات صفراء بالثوب، لكنها متجبسة، أي نزلت من فترة، لكن لا إفرازات أخرى نزلت بعدها، فكانت تغتسل لعدم نزول إفرازات أخرى، وكذلك بعد الاغتسال لم يكن ينزل عليها شيء.
هل اغتسالها هكذا صحيح أم لا ؟
إنني بحيرة شديدة، أي حالة أعتبر، وأخشى أن وقت غسلي خاطئ ولا أعرف ماذا علي أن أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن الطهر يعرف بإحدى علامتيه: الجفوف التام؛ بحيث إذا أدخلت قطنة أو نحوها خرجت غير ملوثة بدم، أو كدرة، أو صفرة. والعلامة الثانية للطهر القصة البيضاء. فإذا رأت المرأة إحدى العلامتين وجب عليها أن تبادر بالاغتسال، ولم يجز لها تأخير الغسل، فإذا عاودها الدم ولو كان يسيرا على هيئة نقط، وكان في زمن يمكن أن يكون فيه حيضا عادت حائضا، وضابط الزمن الذي يمكن أن يكون حيضا مبين في الفتوى رقم: 118286 وإذا رأت بعد الطهر صفرة أو كدرة، فإن كانت في زمن العادة فهي حيض -على المفتى به عندنا- وإن كانت في غير زمن العادة فلا تعد حيضا، وإن رأت صفرة أو كدرة متصلة بالدم فإنها تعد حيضا ولو كانت في غير زمن العادة؛ وانظري الفتوى رقم: 134502 لبيان حكم الصفرة والكدرة.

فإذا فهمت هذه القواعد، تبين لك متى يجب عليك أن تغتسلي، وأنك تغتسلين بمجرد رؤية الطهر، وأنك إذا رأيت صفرة أو كدرة بعد رؤية الطهر، فلا تلتفتي إليها، ولا تعديها حيضا إن كانت في غير زمن العادة، وإن أخرت الغسل عن الوقت الذي يجب فيه، فعليك أن تقضي تلك الصلوات التي تركتها بعد رؤية الطهر؛ لأنها دين في ذمتك لا تبرئين إلا بقضائها.

وبه يتبين لك كذلك جواب مسألة أختك، وأنها متى رأت الطهر فعليها أن تغتسل ويلزمها ما مر ذكره إن أخرت الغسل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني