الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث (..لا دين لمن لا عهد له)

السؤال

ما معنى: (من لا عهد له لا دين له) وهل له علاقة بنقض الصحابة لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته بأخذ البيعة لعلي بعده وعهود أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قلما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له".
وليس معنى الحديث نفي الإيمان أو الدين جملة عن الخائن أو ناقض العهد، وإنما معناه: أن من يخون أمانته ولا يؤديها، وينقض عهده ولا يوفي به ليس من أهل الكمال في الإيمان والدين.
ولا صحة ولا علاقة لما ذكرت بهذا الحديث.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد بالخلافة لعلي رضي الله عنه، حتى يقال: إن الصحابة خانوا العهد وأعطوا الخلافة لغيره، بل الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً وفوا بما عهده رسول الله صلى الله عليه وسلم من القيام بأمر هذا الدين، وإسناد الأمر إلى أهله، وما ذكرته هو من أكاذيب وأغاليط أهل البدع والأهواء التي لا يلتفت إليها لظهور زيفها وبطلانها.
وعليك أن تعلم أن الصحابة قد زكاهم الله جل وعلا، فقال: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ).
وزكاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ضرهم بعد ذلك طعن طاعن، ولا كيد كائد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني