الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرواية والقراءة في علوم القرآن

السؤال

من المعلوم أن علماء القراءة قد اصطلحوا على تسمية صاحب القراءة قارئًا، والذي أخذ عنه مباشرة أو بواسطةٍ راويًا، والذي أخذ عن الراوي إلى أيامنا هذه طريقًا, فلماذا لا نسمي أبا جعفر يزيد بن القعقاع قارئًا ونافعَ راويًا؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد يكون الراوي عن أحد القراء الكبار قارئًا منفردًا بقراءة مستقلة, وقد حصل هذا للكسائي, وخلف العاشر.

والإمام نافع - رحمه الله - لم يأخذ عن أبي جعفر وحده, بل أخذ القراءة عن سبعين من التابعين - رضي الله عنهم - ومن أشهرهم:

1 - عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.

2 - أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي.

3 - شيبة بن نصاح – مولى أم سلمة رضي الله عنها -.

4 - مسلم بن جندب الهذلي.

5 - أبو روح يزيد بن رومان المدني.

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: اشتهرت تلاوته على خمسة: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج - صاحب أبي هريرة - نحوي ثبت، وقد أخذ القراءة عرضًا على أبي هريرة وابن عباس، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع - أحد العشرة -، وشيبة بن نصاح, ونافع أشد تأثرًا به من أبي جعفر كما يذكر قالون، ومسلم بن جندب الهذلي نحوي، أخذ نافعُ وأهلُ المدينة الهمزَ منه، ويزيد بن رومان, وحمل هؤلاء عن أصحاب أُبَيِّ بن كعب، وزيد بن ثابت، كما أوضحناه في طبقات القراء, وصح أن الخمسة تلوا على مقرئ المدينة: عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي صاحب أُبَيّ, وقيل: إنهم قرؤوا على أبي هريرة أيضًا وعلى ابن عباس. اهـ

وقد أقرأ نافع الناس دهرًا طويلًا نيفًا عن سبعين سنة, وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة، وصار الناس إليها, وقال أبو عبيد: «وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة إليه، وبها تمسكوا بها إلى اليوم».

وقال ابن مجاهد: «وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله نافع», قال: «وكان عالمًا بوجوه القراءات متبعًا لآثار الأئمة الماضين ببلده».

قال مالك: «نافع إمام الناس في القراءة».

قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: «قراءة أهل المدينة سنة», قيل: «قـراءة نافـع؟». قال: «نعم».

وقال إمام مصر الليث بن سعد: أدركت أهل المدينة وهم يقولون: «قراءة نافع سُنّة».

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: «قراءة أهل المدينة», قلت: فإن لم يكن؟ قال: «قراءة عاصم».

وقال مالك لما سأله عن البسملة قال: «سلوا نافعًا, فكل علم يسأل عنه أهله, ونافـع إمام الناس في القراءة».

وراجع الفتوى رقم: 133751.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني