الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة, فما هي بقية الأجزاء؟ وما هي شعب الكفر؟ وهل أحصاها العلماء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ. قال الإمام السيوطي في شرحه لهذا الحديث: هَذَا عِنْدِي من الْأَحَادِيث المتشابهة الَّتِي نؤمن بهَا, وَنكل مَعْنَاهَا المُرَاد إِلَى قَائِله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم, وَلَا نَخُوض فِي تعْيين هَذَا الْجُزْء من هَذَا الْعدَد, وَلَا فِي حكمته, خُصُوصًا وَقد اخْتلفت الرِّوَايَات فِي كمية العدد ... وَالله أعلم بِمُرَاد نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. اهـ.

وعلى هذا، فلا ينبغي التعمُّق وتكلُّف البحث في سائر أجزاء النبوة؛ لأن ذلك من علم الغيب الذي لم يُطلِعنا الله تعالى عليه, ولم يُخبِرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتأكد الإمساك عن البحث في ذلك إذا كان العلم به لا يترتب عليه عملٌ يقوم به المُكَلَّفون.

وأما شُعَبُ الكُفر: فهي أنواعه وطرقه الموصلة إليه، وهي كثيرة جدًا، ولا نعلم من أحصاها من أهل العلم على وجه تعداد أَفرادها، وأما يحصل به الكفر فهو: القول, والفعل, والاعتقاد, والشَّكِ، قال الإمام مرعي الكرمي الحنبلي في كتابه دليل الطالب: ويحصل الكفر بأحد أربعة أمور: بالقول: كَسَبِّ الله تعالى ورسوله أو ملائكته، أو ادَّعا النبوةَ, أو الشِّركة له تعالى, بالفعل: كالسجود للصنم, ونحوه، وكإلقاء المصحف في قاذورة, بالاعتقاد: كاعتقاد الشريك له تعالى، أو أنَّ الزنا والخمر حلالٌ، أو أن الخُبز حرامٌ، ونحو ذلك مما أُجمِع عليه إجماعًا قطعيًا, وبالشك في شيء من ذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني