الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمور لا تستدعي إعادة الصلاة

السؤال

ما حكم صلاةٍ صليتها وعندما صليتها قلت في نفسي: سأعيدها؛ لأني لم أخشع فيها وأكملت الصلاة؟ وما حكم صلوات صليتها وبعدما انتهيت منها بدقائق قليلة شككت بخروج إفرازات مني, ووجدت إفرازات, وأنا لا أعلم متى خرجت؟ أعلم أن النية محلها القلب, فهل ذهابي لأتوضأ ثم أصلي يعتبر قصدًا مني ونية؟ وهل يلزمني أن أقول ذلك وأستحضره في نفسي أم لا؟
وقد كنت أقضي بعض الصلوات, وعندما كنت أصلي أرى ما هي الصلاة التي بعدها, وهكذا, وصليتها على فترات من اليوم, لكني في المساء شككت: هل صليت صلاة كذا أم لا, ولم أتذكر فهل عليّ أن أتذكر وأصليها؟ وإن كنت قد نسيت فماذا عليّ فأنا أنسى وأعاني من الوسواس؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما صلاتك التي صليتها وأنت تنوين إعادتها بسبب عدم الخشوع فيها فهي صحيحة, لا تلزمك إعادتها، وانظري الفتوى رقم: 136409.

وأما صلاتك التي وجدت بعدها إفرازات لا تدرين خرجت قبل الصلاة أو بعدها: فهي صحيحة كذلك؛ لاحتمال خروج هذه الإفرازات بعد الصلاة, وما احتمل الحصول في أحد زمنين أضيف إلى أقربهما, وانظري الفتوى رقم: 193167.

وأما النية فإن محلها القلب - كما ذكرت - وكونك تقصدين الوضوء هو في حد ذاته نية, وكذا كونك تقصدين الصلاة، ومن علم ما يريد فعله فإنه ينويه بالضرورة, فليس أمر النية شديدًا صعبًا - كما يتصوره البعض -, بل أمرها يسير جدًّا، فلا تكثري الوسوسة في هذا الأمر, ولا تتلفظي بالنية, فإن التلفظ بها غير مشروع.

وأما ما تشكين في كونك صليته من الصلوات فإن العلماء مختلفون في من شك بعد خروج الوقت هل صلى أو لا، وانظري الفتوى رقم: 175681.

وما دمت كثيرة النسيان فالذي نرى أنه لا حرج عليك في الإعراض عن هذا الشك, وعدم الالتفات إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني