الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العادة السرية كبيرة باعتبار آخر

السؤال

هل تعتبر العادة السرية معصية كبيرة، أم من صغار الذنوب؟ وهل تكتب عليّ معصية إذا اضطررت لفعلها خصوصاً وأنا شاب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعادة السرية محرمة، وقد فصلنا القول بذلك في الفتوى: 7170.

وأضبط تعريف وقفنا عليه للصغيرة من المعاصي: هي أنها كل ذنب ليس فيه حد في الدنيا ولا وعيد في الآخرة بنار أو غضب أو لعن.

والعادة السرية إن لم تدخل في الكبائر من الذنوب لكنها كبيرة باعتبار اشتمالها على مخالفة أمر الله تعالى.

قال القرافي في الفروق: لا خلاف بين العلماء أن كل ذنب باعتبار اشتماله على مخالفة الله كبيرة، لأن مخالفة الله تعالى على الإطلاق أمر كبير.

والتهاون في الصغائر ينافي إجلال الله سبحانه وتعظيم حدوده.. مع العلم أن من الذنوب الصغائر ما قد يلحقه من المفاسد ما يجعلها كبيرة.

قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام: إذا أردت معرفة الفرق بين الصغائر والكبائر، فاعرض مفسدة الذنب على مفاسد الكبائر المنصوص عليها، فإن نقصت عن أقل مفاسد الكبائر، فهي من الصغائر، وإن ساوت أدنى مفاسد الكبائر أو أربت عليها، فهي من الكبائر.

ولا يخفى عليك المفاسد المترتبة على هذه العادة، كما أن الإصرار على المعصية يعد كبيرة، فقد نص العلماء أنه لا صغيرة مع إصرار، وحد الإصرار الذي يجعل الصغيرة كبيرة ما قاله العز بن عبد السلام: إذا تكررت منه الصغيرة تكراراً يشعر بقلة مبالاته بدينه إشعار ارتكاب الكبيرة بذلك ردت شهادته وروايته بذلك. انتهى.

فلا يجوز لك التهاون -يا أخي الكريم- بهذا الذنب ولا بغيره، فهذا ليس من شأن المؤمنين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني