الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريم رؤية برامج السخرية من الناس وذكر عيوبهم

السؤال

أحسن الله اليكم.
هناك برنامج يعرض على اليوتيوب, وحلقاته تنزل باستمرار, وله متابعون كثيرون جدًّا قد يصلون إلى مليون متابع وأكثر, وفكرة البرنامج أن يأتي مقدم البرنامج بعدة مقاطع من الفيديو أو الصور الثابتة, ويبدأ المذيع بالسخرية من أصحاب الصور والمقاطع, وينتقد تصرفاتهم بشكل جارح للمشاعر أحيانًا, ولكنه مضحك وممتع, وما يفعله المذيع أظن أنه أقرب للغيبة, وأحيانًا البهتان والسخرية وانتقاد الآخرين, فهل متابعتي لهذا البرنامج - للتسلية - تعتبر مشاركة لمقدم البرنامج في الإثم والغيبة وجميع الأفعال السيئة التي يفعلها؟ وهل أكون آثمًا؟ وما واجبنا تجاه هذه الظاهرة؛ لأن كثيرًا من برامج اليوتيوب قريبة من الفكرة التي بينتها؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الواقع ما ذكر من أن مقدم هذا البرنامج يسخر من أصحاب هذه الصور فلا يجوز ذلك، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ... {الحجرات:11}، وإذا كان يذكر شيئًا من عيوب متحققة فيهم فهذه غيبة؛ لأن حقيقة الغيبة ذكر الغير بسوء حال غيبته, وإن لم تكن هذه العيوب فيهم فهذا بهتان، وهو أشد من الغيبة, وراجع الفتوى رقم: 191461, والفتوى رقم: 15186.

ولا يجوز للمسلم مشاهدة مثل هذه البرامج؛ لأن في ذلك رضى بالمنكر, وإقرارًا له، وسبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 156151 فمشاهدتها معصية, ومشاركة لصاحبها في الإثم في الجملة, ولا يلزم من ذلك أن يكون عليه مثل إثمه.

والواجب تحذير المسلمين من مشاهدة مثلها، خاصة وأن في مشاهدتها ترويجًا لها من جهة تكثير سواد المشاهدين لها؛ حيث يحصر عددهم ويعلن عادة, بدليل أنك ذكرت أن متابعيها مليون أو أكثر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني