الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزيادة في ليترات البترول حق للزبون لا لمن ينقلها

السؤال

شيخي الفاضل, أعمل سائق شاحنة ‏كبيرة عند صاحب شركة، وهو ‏مسلم, وطبيعة عملي هي أن أعبئ ‏صهريج الشاحنة بالبترول(الكزوال) ‏من المصفاة، ثم أحمله إلى الزبون، مع العلم أن المصفاة تعطيني ‏بعض اللترات أكثر من المطلوب (ما ‏بين 40 إلى 200 لتر) في كل ‏حمولة. مثلا إذا كان المطلوب ‏‏15000 لتر فهي تعطيني 15200 ‏لتر.‏
‏ صاحب الشركة المسلم متعاقد مع ‏شركة إيطالية هي التي تعطيه العمل، ‏إلا أن هذه الشركة لم تف بوعودها ‏في دفع الأثمان المتفق عليها آخر ‏الشهر، وقد ترتب عن ذلك ديون؛ ‏لأنه لا يستطيع بهذه الأثمان الضعيفة ‏أن يسدد جميع الأجور(السائق وهما 2 ‏وتكاليف الشاحنات الخ )‏
السؤال: يسأل صاحب الشركة ‏المسلم: هل يمكنني أن آخذ تلك ‏اللترات الزائدة من البترول أستعين ‏بها على ديوني، ثم بعد ذلك أبحث ‏عن عمل آخر. مع العلم أن أصحاب الشركة ‏الإيطالية حرفيون، ويعلمون بهذه ‏الزيادة في اللترات، وربما لهذا السبب ‏نقصوا من الثمن ولا يريدون النقاش ‏في هذا الموضوع أبدا. وقد طلبوا ‏مني مؤخرا أن أفرغ كل الحمولة ‏للزبون حتى ولو كان الزبون قد طلب ‏فقط 15000 لتر، أو أنسحب بديوني وأتابع قَضائيا ‏من أصحاب الديون؟
‏ جزاكم الله خيرا ‏ووفقكم لكل خير.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام أصحاب الشركة على علم بتلك الزيادة، وليست عن خطإ منهم؛ فإنها تكون حقا لـ "الزبون" ولا سيما بعد ما صرحوا بالمطالبة بتفريغ الزيادة له، وليست لصاحب الشاحنة ولا لسائقها، فليس لمالك السيارة أخذ الزيادة ولو كانت الشركة تماطل في حقه، أو لا تعطيه أجرة ترضيه؛ لأن الزيادة للزبون كما صرحت الشركة، وحق صاحب الشاحنة يمكنه تخليصه من خلال القضاء، وإذا كان مبلغ الكراء لا يرضيه فله عدم تجديد العقد مع الشركة متى انتهى أمد عقده معهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني