الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعمل على مركب ويسافر فيه ثلاثة أشهر فهل يجمع ويقصر؟

السؤال

أعمل على مركب تخدم في مشروع بحري, وأقضي ثلاثة أشهر على المركب, ثم أعود لبلدي لمدة شهر, وأعيش على هذه السفينة, وفيها أكل وراحة وعمل, فهل يجوز الجمع والقصر؟ وإذا جاز فهل الأفضل عدم الجمع والقصر؛ لأتمكن من صلاة النوافل والرواتب؟ أفيدونا - أفادكم الله -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان هذا المركب يصل في إبحاره مسافة تبلغ 83 كيلًا فما فوقها - كما يتبادر - فالراكبون له تنالهم رخص السفر كلها: يقصرون، ويجمعون, ويفطرون.

أما ما سألت عنه من أمر الأفضلية: فالراجح أن المسافر مخير, لا حرج عليه: إن شاء قصر, وإن شاء جمع، لكن القصر أفضل؛ إذ هو هديه صلى الله عليه وسلم في السفر، بل قال بعض أهل العلم - منهم الإمام أبو حنيفة - لا يجزئ المسافر الإتمام.

وأما ما استشكلت من أمر النوافل: فلك أن تصلي منها ما شئت ولا حرج، فلا تعارض - على الراجح - بين قصر الصلاة في السفر وأداء النوافل والرواتب فيهK وراجع للبسط في هذا المعنى الفتاوى: 100782 . 95350 . 132484.

فخلاصة الحكم: أنه إذا كان هذا المركب يبلغ في إبحاره المسافة المذكورة فلك أن تقصر الصلاة وتجمع بين مشتركتي الوقت، والقصر أفضل من الإتمام, ولك مع ذلك أن تصلي من النوافل ما بدا لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني