الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتقال النجاسة لا يحكم به بمجرد الشك

السؤال

أعاني كثيرًا جدًّا من الوسواس من النجاسات, فهو عذاب أرهقني وأرهق كل من حولي, ولا أكذب إطلاقًا إن قلت: إن موقعكم حل لي الكثير منها, لكني ما زال لدي ما يعذبني ويرهقني, فعندي مشكلتان:
الأولى: عند الاستنجاء من الغائط, فبسبب معاناتي من الإمساك أحيانًا أقوم بإدخال أصبعي في الشرج؛ لأضمن أني أنظفه, ولكي يخرج كل ما فيه, ولئلا يخرج مني شيء عند الريح, ولكن المشكلة أني أسلط الماء على الشرج, والماء الذي ينزل في البداية يكون ملوثًا بالغائط, وبسبب قرب المهبل من الشرج عند ضغطي بإصبعي على الموقع أشعر أنه ينتقل للمهبل, ثم أضطر أن أغسل المهبل من الداخل, ثم مع غسلي ومسحي بالمنديل للمهبل من الداخل أشك أني نجسة؛ رغم أني لا أجد شيئًا في المهبل, مع يقيني أن الماء الملوث بالغائط يمر عليه, وأخشى أن يدخل للداخل, وأغسل وأمسح بالمنديل وأجده نظيفًا, وأشمه ولا أجد رائحة الغائط فيه, ولا أعرف إلا هذه الطريقة من طرق الاستنجاء من الغائط, وقالوا لي: امسحي بالمنديل, ثم اغسلي الخارج, وواللهِ إني لا أعرف أبدًا إلا هذه الطريقة, وأشعر أني أنجس المهبل, ثم النجاسة مع الجنس تخرج على المفارش, ولا أدري هل أنا أنجسها أم مجرد وسواس؟
المشكلة الأخرى: لدي طفلة عمرها 8 سنوات, وأقوم بتنظيفها بعد الغائط بنفسي؛ لأنها لا تعرف, فهي تمسح بالمنديل ثلاثًا, ثم تقوم بغسله بالماء, ثم المسح للتأكد أنه نظف, وهي لا تجد شيئًا لأنها صغيرة, لكني أقوم بمسحها قبل خروجها من الحمام فأجد نجاسة في المنديل ثم أعيد غسلها, فهل من الممكن أن ينتقل لنا - لو بقي شيء - من جلوسها في البيت؟ وهل يلزم أن أغسلها بنفسي, أو أتركها تتعلم حتى لو لم تتنظف جيدًا؟ وأخاف أن تبقي أثرًا, وأنا أخشى النجاسة, وما هو المشروع: أن تغسل فتحة الدبر وهي مغلقة, أم تحاول فتحها بأصابعها لتنظف الحلقة بين طيات حلقة الدبر؟ وهي لا تجيد هذه الطريقة, فما الحل؟
شكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس - أيتها الأخت الكريمة - مبلغًا عظيمًا، وأنت التي توقعين نفسك في الحرج بتكلفك ما لم يشرعه الله تعالى، ولا تظني أنك بذلك ترضين الله تعالى، بل أنت بذلك تتعبين نفسك, وتشمتين بك الشيطان الذي يرميك بهذه الوساوس، فعليك - أيتها الأخت الكريمة - أن تعرضي عن هذه الوساوس جملة, وألا تلتفتي إلى شيء منها، وانظري الفتوى رقم: 51601 ولا تتكلفي في الاستنجاء، بل اغسلي ظاهر الدبر فقط, ولا تدخلي إصبعك في باطن الدبر، فإذا عاد ظاهر المحل خشنًا كما كان, فقد زالت النجاسة بذلك، ولا تفتشي بعده, ولا تغسلي قبلًا, ولا تتوهمي انتشار النجاسة، وإذا مسحت بالمنديل بدل الماء فضابط التطهر بذلك أن يخرج آخر منديل تمسحين به وليس عليه أثر من نجاسة، ولا تلتفتي إلى ما يعرض لك من وسواس بعد هذا، وانظري الفتوى رقم: 45329, ورقم: 132194.

وأما الفراش: فإذا تيقنت أنه أصابته نجاسة المذي فإنه يكفي نضحه بالماء في تطهيره، وانظري الفتوى رقم: 50657.

وإذا أصابه مني أو رطوبات الفرج فلا يتنجس بذلك؛ لكون هذه المذكورات طاهرة على الراجح، وانظري الفتوى رقم: 110928

وإذا شككت هل أصابت الفراش نجاسة أو لا: لم يلزمك تطهيره.

وأما ابنتك: فينبغي أن تعلميها كيفية الاستنجاء الصحيح على الوجه الذي ذكرناه من غسل ظاهر الدبر فحسب؛ حتى يعود خشنًا كما كان، ثم لا توسوسي بعد ذلك في نجاستها فضلًا عن أن توسوسي في انتقال النجاسة منها إلى ما تجلس عليه.

وانتقال النجاسة لا يحكم به بمجرد الشك وانظري الفتوى رقم: 128341.

فهوني عليك, فإن الأمر أيسر مما تتكلفينه بكثير, ودين الله تعالى يسر - والحمد لله - فدعي الوساوس, ولا تعيريها اهتمامًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني