الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله ألف خير على الموقع الإسلامي الرائع الذي أفادنا جميعا فأرجو الإجابة على أسئلتي بشكل خاص والتعامل معها على أنها أسئلة جديدة: معي ثلاثة أسئلة لكنها ليست طويلة فأرجو الإجابة عنها وبشكل واضح:
السؤال الأول: أنا شاب عمري 16 والحمد لله أصلي وأصوم وأخاف من الله لكنني أضعف عند الشهوة والصور الخليعة والإباحية فما الحل؟ أصبت بتقطير البول وأعتقد أن السبب هو كثرة ممارسة العادة السيئة ـ السرية ـ وكذلك أصبت بسرعة القذف وعندما أقذف يظل المني يخرج ولا يتوقف عن الخروج إلا بعد 4 أو3 ساعات، فهل خروج المني طبيعي أو أن المني يتوقف بعد خروجه؟ فأنا لا أستطيع أن أذهب إلى الطبيب فهل سيعود كل شيء إلى طبيعته بعد التوقف عن العادة السرية؟ وكما ترون لا أستطيع الزواج.
السؤال الثاني: في بعض الأحيان أحتلم وأذهب إلى المدرسة وأنا على جنابة فماذا أفعل إذا طلب مني المعلم أن أقرأ قرآنا وأنا أعلم أحكام الجنابة وأنه لا يجوز مس المصحف أو قراءته عن ظهر قلب للجنب؟.
السؤال الثالث: هل يجوز للرجال أن يحلق الشعر الذي بين الحاجبين بالموس لأنه لا يحب الشعر الذي يظهر بين الحاجبين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالواجب: عليك أن تتقي الله تعالى وتتوب إليه وتعلم أنه مطلع عليك ولا يخفى عليه شيء من أمرك فاحذر عقوبته واخش بأسه، وأقلع فورا عن هذه العادة الذميمة المحرمة، وراجع الفتويين رقم: 7170، ورقم: 165189.

وأما كون ما يحصل لك طبيعيا أو لا؟ فينبغي أن تراجع في ذلك الأطباء، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا. ولكن الواجب عليك إذا خرج منك المني أن تغتسل، ولا يشرع لك أن تغتسل إلا بعد انقطاع خروج المني، أما مع استمرار خروجه فإنك لا تغتسل؛ إلا أن تخشى خروج الوقت فيكون حكمك حكم صاحب السلس، قال في مطالب أولي النهى: ويشترط لَهُ أَيْ: الْوُضُوءِ وَلِغُسْلٍ انْقِطَاعُ مَا يُوجِبُهُمَا مِنْ خُرُوجِ خَارِجٍ مِنْ سَبِيلٍ أَوْ غَيْرِهِ، كَحَيْضٍ وَنِفَاسٍ وَإِنْزَالٍ وَجِمَاعٍ وَانْتِقَالِ مَنِيٍّ وَانْقِطَاعِ قَيْءٍ وَنَحْوِهِ، لِمُنَافَاةِ ذَلِكَ الصِّحَّة. انتهى.

فإذا انقطع خروج المني فإنك تغتسل ـ كما مر ـ وإذا عاد فخرج بعد ذلك بلا لذة فقد اختلف العلماء هل يجب الغسل ثانيا أو لا؟ وانظر الفتوى رقم: 127275.

والأحوط أن تنتظر حتى ينقطع خروج المني تماما ثم تغتسل خروجا من الخلاف، وإن اغتسلت قبل انقطاعه ثم عاد فخرج فالأحوط أن تعيد الغسل، إلا أن تخشى خروج الوقت فإنك تغتسل وتصلي ولو خرج المني بعد ذلك كما يفعل صاحب سلس المني على قول بعض العلماء، والخلاف في من به سلس المني قد بيناه في الفتوى رقم: 138158

وينبغي لك أن تبادر بالغسل وألا تذهب إلى المدرسة إلا متطهرا لئلا تعرض نفسك لهذا الحرج، فإن طلبت منك القراءة وأنت جنب لم تجز لك القراءة عند الجمهور الذين يمنعون الجنب من القراءة، فيجب عليك إذاً أن تمتنع.

وأما إزالة الشعر الذي بين الحاجبين فينبغي تركه، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ عن حكم إزالته إذا كان الحاجبان مقترنين؟ فأجاب بقوله: أخشى أن يدخل في النمص الملعونة فاعلته، إلا أن يكون كثيفا فوق العادة فيجوز، لكن إذا كان عاديا، فإزالته بنتف، أو حلق، أو قص، من استجلاب الحسن فيحرم. اهـــ.

وهذا بالنسبة للمرأة فإن منع في حق المرأة المشروع لها التزين في الأصل ففي حق الرجل أولى, ولكن ذهبت اللجنة الدائمة إلى جواز حلق ما بين الحاجبين، فقد سئلت عن حكم الإسلام في نتف الشعر الذي بين الحاجبين؟ فأجابت بقولها: يجوز نتفه لأنه ليس من الحاجبين. اهــ.

والأولى تركه احتياطا وخروجا من الخلاف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني