الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب زوجات الرسول إليه. وأقرب الرجال لقلبه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال هو :- من أحب الزوجات إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وأحب الصحابة إلى قلبه وأقربهم له وشكرا لكم وجزاكم الله عنا كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه هي عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها فعن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم: بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب.. فعدَّ رجالاً. متفق عليه.
ولقد تواتر هذا الأمر لدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لدرجة أنهم كان الواحد منهم إذا أراد أن يهدي هدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان ينتظر اليوم الذي يكون فيه صلى الله عليه وسلم عند عائشة فيهدي إليه، مما أثار حفيظة سائر أمهات المؤمنين، فعن هشام عن أبيه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان، قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها. رواه البخاري.
وتأكدت مكانة عائشة السامية في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته، حيث كان يهتم جداً بأن يكون عندها دون غيرها وتحقق له صلى الله عليه وسلم ما أراد. فعن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يسأل في مرضه الذي مات فيه أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ يريد عائشة.. فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات.
ومما لا شك فيه أن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كان لها كذلك نصيب كبير من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح شاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها الولد. متفق عليه.
أما أحب الرجال إليه صلى الله عليه وسلم فأبو بكر ثم عمر بن الخطاب كما في حديث عمرو المتقدم ، وعن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر ثم عمر ثم أبو عبيدة بن الجراح. رواه الترمذي وابن ماجه وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط ورجاله ثقات.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني