الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مارس العادة السرية نهار رمضان جاهلا بحكمها وصلى جاهلا بوجوب الغسل

السؤال

تعرفت على العادة السرية بالصدفة البحتة عندما قمت بمداعبة أعضائي وتم الإنزال وفي ذلك الوقت كنت صغيرا على ما أعتقد في بداية المرحلة الإعدادية ولم أكن أعلم عنها أي شيء، وبالطبع لم أخبر بذلك أحدا واستمر هذا الأمر وأصبح عاديا عندي مثل معظم المراهقين ولم أكن أعلم شيئا عن هذه العادة وأنه يجب الغسل منها ولا يصح معها صوم أو صلاة واستمر هذا الأمر قرابة ثماني سنوات وهذا على أقصى تقدير، وبعد ذلك صعقت وصدمت بعد أن عرفت حقيقة الموضوع وأدركت حجم إثمي طوال هذه السنوات وأخذت أبحث في هذا الموضوع وأنا مذهول كيف كنت أفعل ذلك وأصلي وأصوم خاصة أنني من أسرة تعتبر ملتزمة وتبت إلى الله، والآن لا أعرف ماذا أفعل حاولت جاهدا قضاء الصلوات التي لم أستطع حصرها بالطبع، لأنني لم أكن أصليها طيلة 8 سنوات ولكن هي فترة البداية وحاولت لمدة أسبوع قضاء ذلك ولكني فشلت ولم أستطع المواظبة على قضاء صلاتين مع كل صلاة وكان في الأمر مشقة كبيرة علي وبالطبع لم أكن لأستطيع قضاء أشهر رمضان في كل تلك السنوات ثم فكرت في دفع الكفارة وحسبت المبلغ وهو إطعام ثلاثة مساكين عن كل يوم وكان مبلغا كبيرا بالنسبة لي فاقتطعت جزءا من راتبي كل شهر وبدأت في ذلك ثم قرأت فتوى أن الكفارة تكون في حالة الجماع فقط وما دون ذلك يجب فيه الصيام ثم قرأت فتوى للشيخ ابن عثيمين في حالة مشابهة لحالتي أنه لا قضاء علي لأنني لم أكن أعلم أو أتعمد ذلك، والآن لا أعرف ماذا أفعل فيما فاتني من صلاة وصيام فأرجو إفادتي وإرشادي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت مارست هذه العادة جاهلا بتحريمها فنرجو ألا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ وإن وقع منك هذا في أيام رمضان فالراجح الذي نفتي به أنه لا يلزمك القضاء ما دمت جاهلا، وانظر الفتويين رقم: 79032، ورقم: 127842.

وأما الصلوات: ففي وجوب قضائها عليك خلاف بيناه في الفتويين رقم: 125226، ورقم: 109981.

والقول بالقضاء أحوط وأبرأ للذمة، وحيث أردت القضاء فإنك تتحرى فتنظر ما يلزمك من الصلوات مما تتيقن أو يغلب على ظنك أنك أديته بغير غسل ثم تقضي هذه الصلوات على الفور بما لا يضر ببدنك أو بمعيشة تحتاجها، ويرى فقهاء المالكية أنه يكفي قضاء صلاة يومين في يوم، وراجع لبيان كيفية القضاء الفتوى رقم: 70806.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني