الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح وتوجيهات لمن يريد دعوة أهل البدع إلى منهج أهل السنة والجماعة

السؤال

لدي زميل في المدرسة بدعي المذهب يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وأريد أن أصحح بعض أفكاره وآخذه ـ بإذن الله ـ إلى نهج أهل السنة والجماعة، فكيف يكون ذلك؟ كما أظن أن أهله كذلك، ومن الصعب أن تطلب من إنسان أن يكون مختلفا عن عائلته وهو في سن ـ15ـ فما هي الكتب الصغيرة التي يمكن إهداؤها له لتصحيح مذهبه وتكون مقنعة ومبسطة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجعلك هاديا مهديا، فنِعم ما تريد أن تفعل، فهذه وظيفة الرسل ـ عليهم صلوات الله وسلامه ـ السعي في هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، كما قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {إبراهيم: 1}.
فهنيئا لك نيَّتك ومَقصِدك، وأبشر على سعيك هذا بالذي يسرك، وحسبك قول الله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت: 33}.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. رواه البخاري ومسلم. وحمر النعم هي الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب.
وأما ما سألت عنه، فقبل أن نجيبك نود أن تبذل جهدك في تقريب زميلك هذا منك، وذلك يكون بالخلق الصالح والمعاملة الطيبة والقدوة الحسنة، بحيث يثق فيك ويحبك، فهذا أدعى لقبول نصيحتك والتأثر بكلامك، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ {آل عمران: 159}.

فإذا فعلت ذلك، فالكلام المباشر معه في البداية أنفع وأفضل غالباً من إهدائه بعض الكتب، لأنك بذلك تستطيع أن تقيس قبوله وقناعته، وتعرف مدى تأثره واستجابته، ولا يخفى عليك أن الكلام المباشر منك إليه يحتاج إلى علم، ويتطلب فهم المسائل التي يدور الكلام حولها، ولذلك كان لابد أن تعرف أنت أولا حقيقة مذهبه، وعلة بطلانه، ومواضع الخطأ فيه، كي يتسنى لك السعي في هدايته، ولا يكفي أن تكون على علم بأن مذهب أهل السنة هو الحق، وأن ما عداه من مذاهب أهل البدع باطل، بل لابد أن تعرف لماذا، وما هي أوجه الفرق بينها، وما هي أدلة أهل الحق على ما يعتقدون، ولو إجمالا، لذلك ننصحك أنت أولا بقراءة بعض الكتب المختصرة، ونختار لك منها رسالتين مفيدتين على صغر حجمهما، الأولى: الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة.

والثانية: أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق.

وهما مطبوعتان. فإن لم تستطع الحصول عليهما، فيمكن أن تحملهما من أحد المواقع الإلكترونية.

وهناك رسالة ثالثة مهمة في تعريفك بكيفية الدعوة والطرق العملية لها، وهي رسالة: وسائل علمية وعملية لدعوة الشيعة وفيها منهج عام لسير الدعوة في المدرسة.
فإن استوعبت ما في هذه الكتب استطعت أن تفاتح زميلك في ما تريد، ولتبدأ بالأهم فالمهم، كمسائل التوحيد والشرك، والعقيدة في القرآن والعقيدة في الصحابة، وإن كنت ترى أن ما ذكرناه لك سيستغرق منك وقتا طويلا، وأنت ترى زميلك مهيأً لتقبل مذهب أهل السنة، ولا تعرف الكثير عن مذهبه، فيكفيك أن تبدأ معه بالكلام عن فضائل الصحابة من خلال القرآن الكريم، ويمكن أن تستعين على ذلك بالفتويين رقم: 120881، ورقم: 56684.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني