الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز التمثيل مشروط بخلوه من المحاذير الشرعية

السؤال

أنا طالب جامعي, أدرس التمثيل والإخراج عن إرادة وحب وطموح كبير, وكنت أريد دراسة الإخراج السينمائي, واستخدامه في أمور معاصرة حلال, كالقضية الفلسطينية, والحياة العربية في الدول العربية, وقد حصلت بعض الظروف التي أدت إلى تأجيل دراستي للإخراج السينمائي, وانتقلت لدراسة الإخراج المسرحي, وأنا متفوق به, بل أنا – والحمد لله الفضل له- الأول على دفعتي, ومشكلتي الآن مع مادة تسمى (تمثيل 2) وقد درست (تمثيل 1), والمشكلة هي أن معلمة هذه المادة نصرانية, وتدرسنا المسرح القديم, ومن ضمنه المسرح اليوناني الذي يحتوي في تمثيلياته الآلهة, ويوجب على طالب هذه المادة - الإجبارية في التخصص - أن يمثل مشهدًا فيها؛ ومن ثَمَّ تقمص شخصية إله, أو التعامل معه أو ذكره, ومعلمة المادة عصبية, وأعتقد أني إن صارحتها عن هذا الموضوع سنتشاجر, ومن ثّمَّ لن أكمل دراستي, فماذا تنصحوني أن أفعل؟ وأرجو منكم أن تدعو لي - رحمكم الله - وشكرًا لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحسن مقصد الأخ السائل أمر ظاهر، فهو يريد استخدام هذا المجال في تحقيق غاية جائزة ومفيدة، وراجع الفتوى رقم: 3127.
ولكن هذا وحده لا يكفي، حتى يجمع إلى حسن الغاية: حسن الوسيلة، فالغاية لا تبرر الوسيلة، فكما ينبغي أن تكون الغاية مشروعة، فكذلك ينبغي أن تكون الوسيلة مشروعة، والقاعدة أن: الوسائل لها أحكام المقاصد, وقد سبقت لنا فتوى في بيان هذه القاعدة برقم: 50387.
وجواز التمثيل مشروط بخلوه من المحاذير الشرعية، ومنها أن لا يتلفظ بالكفر، ولا يتقمص شخصية كافر، فضلًا عن تمثيل إله!! والقول بحرمة ذلك يكفي للزجر عن مثله، وأعظم منه أن يقع الخلاف في كفر من فعله، كما سبق بيانه في الفتويين: 168195، 184491.
فإن كانت دراستك أو مجال عملك بعد ذلك سوف يضطرك لفعل أمر منكر، فابحث عن مجال آخر تنفع به نفسك, وتخدم به أمتك, وراجع للفائدة الفتوى رقم: 30809.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني