الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف ترد المظالم دون أن تفضح نفسك

السؤال

كنت أعمل في صيدلية لمدة 5 سنوات, وأحيانًا كنت آخذ بعض الأدوية والمستلزمات لي, وأدفعها آخر الشهر, وقد حدثت بعض المشاكل بيني وبين مالك الصيدلية, وتركت العمل, وعليّ دين للصيدلية أريد أن أدفعه, ولكني لا أستطيع أن أخبر صاحب المال؛ لأنه لو علم سيتهمني بالسرقة, وسأدخل في مشاكل سوء السمعة وغير ذلك, فكيف أسدد هذا الدين دون حدوث أي مشاكل؟ فأنا حريص على سداده.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيبرؤك من هذا الحق إرجاعه إلى صاحبه بأي وسيلة، ولا يلزم إخباره بحقيقة الأمر, بل الستر على النفس أولى وأحمد، فيكفي أن تقول له: هذا المال من شخص اعتدى عليك، دون أن تحدد عين الشخص أو تذكر اسمه.

قال الشيخ العثيمين - في نظير هذه المسألة -: يجب على من عنده مظالم للناس إذا تاب إلى الله أن يرد المظالم إلى أهلها, فلو سرق إنسان من شخص سرقة وتاب إلى الله، فلا بد أن يرد السرقة إلى صاحبها، وإلا لم تصح توبته، ولعل قائلًا يقول: مشكلة, إن رددتها إلى صاحبها أفتضح، وربما يقول صاحبها: إن السرقة أكثر من ذلك، فيقال: يستطيع أن يتحيل على هذا بأن يكتب مثلًا كتابًا ولا يذكر اسمه, ويرسله إلى صاحب السرقة مع السرقة, أي: مع المسروق, أو قيمته إن تعذر, ويقول في الكتاب: هذه لك من شخص اعتدى فيها, وتاب إلى الله، ومن يتقي الله يجعل له مخرجًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني