الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفتاة الصغيرة التي تعرضت لاعتداء جنسي وتخشى الزواج لاحتمال زوال بكارتها

السؤال

صديقتي تعرضت لاعتداء جنسي وهي في سن 9 سنوات من قبل أحد أبناء عمومتها وذلك لفترات متكررة من خلال استدراجها لتلعب ثم إعطائها حلويات ثم يقول لها سوف نعيدها مرة أخرى وأشتري لك حلويات أغلى من هذه، وكانت ساذجة ولا تدري ما يجري ولا تتذكر إن كان قد نزل منها دم أو لا ولا أحد يدري بمصابها، والمشكلة الآن هي أن الفتاة كبرت وقد كثر طلبها للزواج نظرا للأخلاق والتربية التي تتمتع بها وكذا الأصل العريق لها وأدركت معنى غشاء البكارة والشرف وبدأت في الرفض بحجة الدراسة وكان لها ذلك نظرا لدرجة المعزة التي كانت تحظى بها لدى والديها وإخوتها الكبار وبعدها حصلت على درجة الماجستير ثم التسجيل في الدكتوراه وفي نفس الوقت التوظيف في إحدى الجامعات كأستاذة مساعدة إلى حين تثبيتها وهي في سن 26 سنة وبدأت تحظى باهتمام من حولها من أساتذة ـ في إطار شرعي لكونها لا تعترف بالعلاقات غير الشرعية ولكونها صافية بالمعنى الدقيق ـ إلى حد أنه وصلتها أخبار بأن هناك أستاذ في غاية التربية والأخلاق ـ ما شاء الله ـ يود طلب يدها من والديها للزواج، علما أنها تميل إليه كثيرا ولو لم يحدث لها هذا الشيء لاختارته زوجا لها وأنه من نفس المنطقة التي تسكن فيها تعرف حسبه ونسبه والآن الحالة النفسية لها سيئة جدا إلى حد أنها تريد الموت والانتحار، والسؤال: هل الفتاة تدرج ضمن الزناة وما حكمها؟ وهل هي عذراء أم لا؟ وما الحل؟ علما أنها لا تستطيع الكشف؟ وهل تواصل رفض الزواج؟ أم تقبل بهذا الأستاذ إن تقدم لها وتضع حدا لحياتها بقتلها من طرف عائلتها إن اكتشف أمرها وتقطع وتهدم صلة الرحم، فلماذ الوغد يسر له في الزواج من فتاة لا يستحقها وهي ستحرم من ذلك؟ وهل دعاؤها لله دائما بالستر وأن يعيد لها بكارتها من جديد ممكن أن يتحقق؟ وهل استمرارها في اليأس والدعاء بالموت والبكاء ليلا ونهارا يعتبر قنوطا؟ وما الحل؟ أرجوكم المساعدة علما أنها إذا أرادت البوح بذلك لأحد أفراد الأسرة فسوف يقضي عليها نهائيا لعدم تفهمهم لهذا الشيء، أرجوكم المساعدة لكون الأبواب غلقت من كل الجهات وأن تردو علي في أقرب وقت ممكن وجزاكم الله خير جزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دامت هذه المرأة عفيفة فإنها لا توصف بالزنا ـ والعياذ بالله ـ وإن كان الذي وقع معها قد حصل قبل بلوغها، فلا إثم عليها، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. رواه أبو داود.
وإن كان وقع بعد بلوغها ثم تابت توبة صحيحة، فإن التوبة تمحو أثر الذنب، والتَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، وأما بقاء عذريتها أو عدمها: فلا سبيل لنا للعلم بذلك، لكن على أية حال فإن عليها أن تستر على نفسها ولا تخبر أحدا بما حصل لها في صغرها، وينبغي ألا تتردد في قبول هذا الرجل إذا تقدم إليها ما دام صاحب دين وخلق ولا ترد الخطاب لمجرد شكها في زوال بكارتها، فإنه على فرض زوالها لا يلزمها أن تخبر زوجها بسبب زوال البكارة، ومن المعلوم أنّها تزول بأسباب كثيرة ـ كالوثبة الشديدة والحيضة الشديدة ـ وانظري الفتوى رقم: 8417.
وأما دعاؤها أن يستر الله عليها: فهو دعاء مشروع مرجو الإجابة ـ بإذن الله ـ ولتعلم أنّها إن توكلّت على ربها وأحسنت الظنّ به فسوف يكفيها كلّ ما أهمها، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.
وللفائدة ننصحها بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا فستجد من الطبيبة المختصة ما ينفعها من النصائح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني