الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى بعض العبارات المتداولة

السؤال

ما معنى وصحة العبارتين التاليتين: من تمنطق فقد تزندق.
من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تزندق.
وما معنى الزنديق تفصيلا ؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا بيان معنى الزندقة وحكمها في الفتويين: 52193، 129779. ومعنى عبارة "من تمنطق فقد تزندق" أي من أخذ بما يُعرف بعلم المنطق واعتقد مبادئه واعتمد على قواعده، والتزم بلوازمه، فإن ذلك يقوده إلى الزندقة. والمراد بالمنطق هنا: ما كان على طريقة الفلاسفة في أمور الغيب والإلهيات !! وراجع الفتوى رقم: 158981.

وأما عبارة "من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تزندق". فالمراد بها ضرورة الجمع بين إصلاح الظاهر بالعلم بأحكام الدين والوقوف عند حدود الشريعة، وبين إصلاح الباطن بالعلم بالله تعالى واليقين في ما عنده والتزود ليوم لقائه ! فمن أخلَّ بأحد الجانبين صار شبيها بإحدى الطائفتين من قبلنا، فمن أخل بالعلم أشبه النصارى ورهبنتهم وتبدعهم، ومن أخل بالعمل أشبه اليهود وجحودهم وتجرأهم، وكلا الطريقين إن تمادى بصاحبه قد يؤدي به إلى الزندقة !

وعلى أية حال فهذه العبارة لا نعلمها محفوظة عن أحد من أئمة الدين، وإن كانت تنسب لبعضهم؛ وراجع الفتوى رقم: 59757.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني