الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تكمل مشوار الزواج بمثل هذه المشاكل

السؤال

أنا في حيرة من أمري وأرجو المساعدة: أنا مخطوبة منذ قرابة السنة وتم عقد القران منذ أشهر بيني وبين زوجي وعرسنا قريب إن شاء الله ـ ومنذ ذلك الوقت والمشاكل تلاحقنا فلا يمر علينا يوم دون مشاكل ومشاحنات تصل أحيانا للطلاق، والذي جعلني أنفر منه هذه الأيام أنه يتدخل في أشياء نسائية تخصني لاعلاقة له بها كأن أصرف مبلغ المهر الذي أعطاني إياه في أشياء تحددها أمه، وكأن هذا المهر ليس من حقي، ناهيك عن أنه بعد إعطائه المهر لي طلب مني في الهاتف أن أرد له ثلثه لأنه محتاج على الرغم من ضآلته بحكم أن زوجي فقير جدا والرزق من وعلى الله سبحانه، أما نحن فلا بأس بأحوالنا المادية وكل هذا بفضل الله تعالى ولا أنكر أنه طلب مني مرتين أو ثلاثا بحكم أن لدى أبي مسكنين لا نسكنها أن أطلب من أبي أن يكتب أحدها باسمي وطلب مني بعدها أن أنقل إليه ملكية المنزل، فضلا عن طلبه مني بعض الأحيان دفع فواتير الهاتف وبعض الفواتير الأخرى، أنهيت دراستي الجامعية ودخلت عالم المحاماة لكنني في إطار التربص حاليا وقد وعدني بأنه سيسمح لي بالعمل فهو فقير جدا كي نتعاون على أعباء المنزل لكنه رفض وغير رأيه مؤخرا، فأجر زوجي ضئيل جدا ومصنف تحت مستوى الفقر وأنا أريد هذا العمل فعلا وهو مسؤول عن عائلة من عشرة أفراد فضلا عني وأولادي مستقبلا، وبسبب المشاكل وكثرتها بيننا صليت الاستخارة فكان أن نهضت من النوم باكرا والتقيت ذلك اليوم بفتاة أعرفها فحكت لي قصتها وأنها على خلاف مع زوجها بسبب عدم رغبته في أن تعمل وأنه كان قبل الزواج قد وعدها به لكنه تراجع عن قراره بعد الدخول وطلقها بعد شهر من الزواج، لأنها طلبت أن تعمل، فهل هذا نتيجة استخارتي أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم أن يكون هنالك علاقة بين الاستخارة وبين قصة هذه الأخت مع زوجها، ومن أهم علامات نتيجة الاستخارة التوفيق إلى الشيء من عدمه، كما أوضحنا بالفتوى رقم: 160347.

والمهر حق خالص للزوجة، ليس من حق الزوج أن يأخذ منه شيئا إلا بطيب نفس منها، قال تعالى: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا {النساء:4}.

وقال سبحانه: وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {النساء:20}.

ولا يليق بالزوج وهو في بداية مشوار حياته مع زوجته أن يكون المال سببا للمشاكل بينه وبينها، والأقبح ما طلبه منك بخصوص هذا المسكن، فنوصيك بالصبر عليه والعمل على مداراته ومناصحته بالمعروف، وما ذكرت من أن هذه المشاكل قد تصل إلى الطلاق، فإن كان قد تلفظ بتطليقك فالطلاق يقع سواء قبل الدخول أو بعده، بل إذا طلق الزوج زوجته قبل الدخول بانت منه فلا يحل له رجعتها إلا بعقد جديد، وانظري الفتوى رقم: 30332، وهي عن أنواع الطلاق.

فعلى تقدير أنه قد طلقك وبنت منه فلا ننصحك بقبول الرجوع إليه إن خشيت أن تستمر تلك المشاكل مما قد يترتب عليه من أمور لا تحمد عقباها وخاصة بعد إنجاب الأولاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني