الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للأخ القائم على أمور أخته أن يمنعها من الزواج بكفئها والاستمرار في الدراسة

السؤال

أنا طالبة في مرحلة الماجستير، ووالدي متوفى وعندي أخ واحد يكبرني بأربع سنوات، وكنت في مرحلتي الإعدادية غير ملتزمة ثم منَّ الله علي أن اهتديت والتزمت وحفظت القرآن، وأخي لا زال يحاسبني على الماضي، ومن شدة خوفه علي يحرمني من أبسط حقوقي كالتصرف في مالي أو في شؤون حياتي، مع العلم أنه غير ملتزم بالقدر الكافي ولا يحافظ على صلاته وكان له ماض مشابه لما يحاسبني عليه، وسؤالي: هل يحق له أن يتدخل في كل شؤوني ويمنعني من إكمال دراستي والزواج ممن أريد ويطلع على كل خصوصياتي على جوالي ولابتوب الخاص بي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على إقبالك على التوبة واستقامتك على الطاعة وحفظك لكتاب الله تعالى، وإن كان أخوك يؤاخذك بذنوب ارتكبتها في الماضي فهو مسيء، وكيف له أن يفعل ذلك، والرب المحسن سبحانه يعفو ويستر ويصفح، ويبدل السيئات حسنات، وليس من حق أخيك أن يمنع عنك الأكفاء ولو كان وليك، فإن هذا نوع من الظلم، والمرأة إذا منعها وليها ـ فضلا عن غيره ـ من الزواج من صاحب الدين والخلق فهو عاضل لها، ولها الحق في أن ترفع الأمر إلى القاضي الشرعي ليزوجها أو يوكل من يزوجها، كما هو مبين بالفتوى رقم: 9873.

وكذلك الحال بالنسبة للدراسة لا يجوز له منعك من الاستمرار فيها لغير سببب معتبر شرعا، والمرأة لها الحق في التصرف في مالها كما تشاء ما دام ذلك في حدود ما جاء به الشرع، فمنعها من ذلك لا يجوز سواء من قبل أخيها أم غيره، وراجعي الفتوى رقم: 9116.

ولا يجوز له أن يطلع على شيء من خصوصياتك بغير إذن منك، وإذا فعل ذلك عن طريق التجسس عليك فالمنع آكد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني