الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: ترى والله بذبحك إذا ما جيت

السؤال

ما حكم قول أحدنا لصاحبه عند المزاح أو غيره: "ترى والله بذبحك إذا ما جيت, أو والله أذبحك بس أجي" وهذا مما يجري بالعادة على اللسان دون قصد شيء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن اليمين التي تجري على لسان صاحبها دون قصد عقد اليمين هي من لغو اليمين الذي لا مؤاخذة فيه، كما قال تعالى: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ {المائدة:89}، عن عائشة - رضي الله عنها -: " أنزلت في قول الرجل: لا والله, وبلى والله" أخرجه البخاري، قال ابن قدامة: وجملته أن اليمين التي تمر على لسانه في عرض حديثه, من غير قصد إليها, لا كفارة فيها, في قول أكثر أهل العلم؛ لأنها من لغو اليمين، نقل عبد الله عن أبيه أنه قال: اللغو عندي أن يحلف على اليمين, يرى أنها كذلك, والرجل يحلف فلا يعقد قلبه على شيء. انتهى. وانظر للفائدة الفتوى رقم: 6644.

لكن ينبغي للمسلم أن يصون لسانه عن مخاطبة المسلمين بمثل هذا الكلام المستقبح, وأن يمتثل قوله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا {البقرة:83}، وقوله سبحانه: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء:53}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني