الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوال العلماء في موضع النظر حال الصلاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهماهو مكان النظر في الصلاة؟جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيقول الله تبارك وتعالى: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة:144].
وقد اختلف العلماء في موضع النظر حال الصلاة مع إجماعهم على اشتراط التوجه للقبلة،
فذهب المالكية إلى أن المصلي يستحب له أن ينظر قبالة وجهه حسب سمته المعتدل، فلا يرفع ولا يطأطئ رأسه.
وذهب غيرهم إلى أنه يستحب أن يكون نظر المصلي إلى موضع السجود، لما روى ابن سيرين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقلب بصره في السماء، فنزلت الآية: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون:2] فطأطأ رأسه. رواه البيهقي وسعيد بن منصور، وزاد: وكانوا يستحبون للرجل ألا يجاوز بصره مصلاه.
وذهب شريك بن عبد الله القاضي إلى أن النظر في القيام إلى موضع السجود، وفي الركوع إلى موضع القدمين، وفي السجود إلى موضع أنفه، وفي القعود إلى حجره.
واتفقوا على كراهة الالتفات ورفع البصر، لما رواه البخاري عن عائشة مرفوعاً: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.
أما الالتفات لحاجة فلا كراهة فيه إن كان خفيفاً، لما في الموطأ وغيره من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه في صلاة أبي بكر بالناس في غياب النبي صلى الله عليه وسلم.. وفيه وكان أبو بكر لا يتلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس عليه من التصفيق التفت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليه أن امكث مكانك، قال النووي : فيه جواز الالتفات للحاجة. واتفقوا على أن الالتفات المؤدي إلى استدبار القبلة أنه مبطل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني