الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وضوء من ترك مسح الأذنين عمدا أو نسيانا

السؤال

شعري قصير وعند مسح أذني أجمع شعري حتى أستطيع أن أمسح الأذن دون أن يكون هناك حائل من الشعر بين أصبعي الإبهام والأذن. فهل فعلي صحيح؟ أم أنه من التشدد والغلو؟ وهل إذا مسحت أذني مع وجود وصلات من شعري بين الأذن والإبهام يصح المسح في هذه الحالة؟ علما أنني أتبع المذهب الحنبلي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فسؤالك هذا أيتها السائلة الكريمة هو استمرار لمسلسل الوسوسة الشديدة التي تعانين منها، وذكرت سابقا أنك مصابة بها، وسبق أن نصحناك بالإعراض عنها، والذي يمكننا قوله لك هو أن وضوءك صحيح ولو فرض أن تلك الشعرات كانت حائلا منعت وصول الماء إلى الأذن، فإن وضوءك صحيح، بل لو تركت مسح الأذن عمدا فإن وضوءك صحيح، لأن مسح الأذنين سنة عند الجماهير، بل نقل النووي عن ابن جرير حكاية الإجماع على عدم وجوبه، وحتى الحنابلة القائلون بوجوب مسح الأذنين، فإنهم يقولون من ترك مسح الأذنين عمدًا صح وضوؤه، وقد نص ابن قدامة في المغني على أن من ترك مسحهما عمدًا أو نسيانًا أنه يجزئه وضوؤه، فقال: وَالْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ، فَقِيَاسُ الْمَذْهَبِ وُجُوبُ مَسْحِهِمَا مَعَ مَسْحِهِ, وَقَالَ الْخَلَّالُ: كُلُّهُمْ حَكَوْا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِيمَنْ تَرَكَ مَسْحَهُمَا عَامِدًا أَوْ نَاسِيًا، أَنَّهُ يُجْزِئُهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا تَبَعٌ لِلرَّأْسِ. اهــ.

فكُفِّي أيتها السائلة عن الوسوسة واجتهدي في دفعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني