الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعليقات الدكتور مصطفى البغا على صحيح البخاري.. في الميزان

السؤال

ما رأيكم بتعليق الدكتور مصطفى البغا على صحيح البخاري؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعليقات الدكتور البغا على صحيح البخاري تعليقات مختصرة مفيدة، ومصدرها كتب الشروح المشهورة، قال الدكتور في مقدمة تحقيقه: معتمدي في هذه الشروح شروح البخاري، وفي مقدمتها فتح الباري لابن حجر العسقلاني، وغالبا ما أعتمد على عمدة القاري للعيني، وإرشاد الساري للقسطلاني، وفتح المبدي شرح مختصر الزبيدي، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير، وكتب التفسير ومعاجم اللغة. اهـ.

ومعلوم أن أكثر شروح البخاري في باب الأسماء والصفات جرت على مذهب التأويل والتفويض، وقد جاءت تعليقات الدكتور على هذا النحو أيضا، خاصة في تعليقه على كتاب التوحيد، ومن أمثلة ذلك قوله: استوى.. استواء يليق به سبحانه، أو المعنى استولى عليه وجعله تحت قهره وسلطانه، والعرش مخلوق عظيم من مخلوقاته سبحانه. اهـ.
وقوله: خلقت بيدي ـ لا بوساطة أب ولا أم. اهـ.
وقوله: يتقبلها بيمينه ـ الله سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة مخلوقاته في صورهم وأشكالهم فيمينه جل وعلا يمين تليق به وليست جارحة كجوارحنا وهو تعالى أعلم بها، وإنما ندرك نحن من هذا أن الله تعالى يتقبل هذه الصدقة قبولا حسنا ويجزل العطاء لصاحبها، لأن اليمين تصان عادة عن مس الأشياء الدنية وهو عنوان الرضا وحسن القبول. اهـ.

وقوله: إليه يصعد الكلم الطيب ـ كناية عن القبول والإثابة. اهـ.

ومعلوم أن مراد البخاري ـ رحمه الله ـ بذلك إثبات صفات: الاستواء والعلو واليدين لله تعالى، لا هذه التأويلات المذكورة في التعليق.
ومن أمثلة ذلك في غير كتاب التوحيد قول الدكتور في التعليق على كتاب التفسير من صحيح البخاري عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: يكشف ربنا عن ساقه ـ حيث قال: للعلماء المحققين تأويلات لمثل هذه المتشابهات لا تخرج عن قواعد الشريعة وأصول الدين، منها ما ذكر في شرح الآية السابقة، ومنها: أن المراد بالساق نور عظيم يكشف عنه سبحانه يوم القيامة، وغير ذلك. اهـ.

وراجع الفتوى رقم: 6820.

ولذلك، فإننا ننصح بأن يراجَع شرح الأبواب المتعلقة بهذه المعاني ونحوها ـ وخاصة كتاب التوحيد من صحيح البخاري ـ من كتاب الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهو مطبوع باسم شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني