الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدلة على صحة دين الإسلام

السؤال

قرأت الكثير وسألت كثيراً فلم أجد الجواب الشافي، وجدت أجوبة عن نفس سؤالي هُنا ولكنها لم تكن جوابا مباشرا، وسؤالي هو: ما الدليل القاطع على صحة الإسلام لمن يشك؟ أرجو منكم ذكر دليل ملمسوس وليس دليلاً شرعياً، كما أرجو الدعاء لي بأن يثبتني الله على الإسلام، لأنني لا أريد دخول النار.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالبرهان الساطع، والدليل القاطع، والآية الجامعة، والحجة الدامغة، على صحة الإسلام هو القرآن المجيد، الذي: لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ {فصلت: 42}.

ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عليه الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَى اللَّهُ إلي، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رواه البخاري ومسلم.

ولذلك أيضا لما طلب المشركون آية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، أجابهم الله تعالى بقول: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {العنكبوت: 51}.

قال السعدي: لما كان المقصود بيان الحق، ذكر تعالى طريقه، فقال: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ـ في علمهم بصدقك وصدق ما جئت به: أَنَّا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ـ وهذا كلام مختصر جامع، فيه من الآيات البينات، والدلالات الباهرات، شيء كثير، فإنه كما تقدم إتيان الرسول به بمجرده وهو أمي، من أكبر الآيات على صدقه، ثم عجزهم عن معارضته، وتحديه إياهم آية أخرى، ثم ظهوره وبروزه جهرا علانية يتلى عليهم، ويقال: هو من عند الله، قد أظهره الرسول، وهو في وقت قلَّ فيه أنصاره، وكثر مخالفوه وأعداؤه، فلم يخفه، ولم يثن ذلك عزمه، بل صرح به على رءوس الأشهاد، ونادى به بين الحاضر والباد، بأن هذا كلام ربي، فهل أحد يقدر على معارضته، أو ينطق بمباراته أو يستطيع مجاراته؟ ثم إخباره عن قصص الأولين، وأنباء السابقين والغيوب المتقدمة والمتأخرة، مع مطابقته للواقع، ثم هيمنته على الكتب المتقدمة، وتصحيحه للصحيح، ونَفْيُ ما أدخل فيها من التحريف والتبديل، ثم هدايته لسواء السبيل، في أمره ونهيه، فما أمر بشيء فقال العقل: ليته لم يأمر به، ولا نهى عن شيء فقال العقل: ليته لم ينه عنه، بل هو مطابق للعدل والميزان، والحكمة المعقولة لذوي البصائر والعقول، ثم مسايرة إرشاداته وهدايته وأحكامه لكل حال وكل زمان بحيث لا تصلح الأمور إلا به، فجميع ذلك يكفي من أراد تصديق الحق وعمل على طلب الحق، فلا كفى الله من لم يكفه القرآن، ولا شفى الله من لم يشفه الفرقان، ومن اهتدى به واكتفى، فإنه خير له، فلذلك قال: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ـ وذلك لما يحصلون فيه من العلم الكثير، والخير الغزير، وتزكية القلوب والأرواح، وتطهير العقائد، وتكميل الأخلاق، والفتوحات الإلهية، والأسرار الربانية. اهـ.

وراجعي لمزيد الفائدة عن ذلك الفتوى رقم: 173259.

فعليك ـ أختنا السائلة ـ أن تعكفي على كتاب الله تعالى تدبرا وتذكرا، ودرسا وفهما... فستجدين فيه الهداية التامة العامة والبراهين العقلية، والحجج العلمية، والتنبيه على آيات الأنفس والآفاق، ومما يفيدك هنا الاهتمام بالآيات التي تناولها المتخصصون في موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ويمكن أن تستفيدي من موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، وموقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

وراجعي لمزيد الفائدة عن دلالات الدين الحق والبراهين على صحة دين الإسلام الفتاوى التالية أرقامها: 74500، 54711، 20984.

ونسأل الله تعالى أن يشرح للحق صدرك، وأن يلهمك رشدك، ويقيك شر نفسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني