الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كشف الطبيب عن بطون المرضى ولمس المنطقة بين السرة والعانة

السؤال

أرجو إجابتي عن السؤال بسرعة: لأن امتحاني قريب - إن شاء الله -.
أنا طالب بكلية الطب, وعندي امتحان، والامتحان عملي، أي أنه يقدم مريض - أو مريضة - للطالب لكي يقوم بفحصه والكشف عليه بنفسه، في الأغلب سأحتاج لكشف بطن المريض - أو المريضة - ولمسها, ومن ضمنها المنطقة التي تقع بين السرة والعانة دون الوصول إلى العورة المغلظة, وهذا ضروري لأي فحص لمنطقة البطن - ولكم أن تسألوا أي طبيب ليخبركم - والامتحان لا يترتب عليه نجاح أو رسوب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه المنطقة من العورة في الرجال والنساء، وهي في حق النساء من العورة المغلظة لا يجوز مسها, ولا النظر إليها إلا لضرورة, أو حاجة ماسة, أو مصلحة شرعية متحققة, لا يصل إليها إلا بذلك, فإذا كان لا بد لتعلم الطب من ذلك فلا بأس, وإلا لم يجز.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة جوابًا عن سؤال يتعلق بهذا الموضوع: الأصل وجوب ستر العورة من الرجال والنساء، وعورة الرجل من السرة إلى الركبة، والحرة كلها عورة إلا وجهها وكفيها في الصلاة والإحرام، وإذا كانت ترى الرجال الأجانب ويرونها وجب عليها ستر وجهها وبدنها، سواء كانت في الصلاة أو في إحرام حج أو عمرة، ويجوز كشف العورة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ويجوز الاطلاع عليها إذا اقتضت المصلحة الشرعية ذلك، ومن ذلك اطلاع الطالبات والطلاب على النساء في أثناء إجراء عمليات تتعلق بأمراض النساء والولادة، وذلك من أجل حصولهم على درجات النجاح في هذه المادة من أجل الانتقال إلى المرحلة التالية، وهكذا حتى يتخرج الطالب والطالبة، والمصلحة الشرعية المترتبة على القول بجواز ذلك هي توفير عدد كاف من الأطباء والطبيبات من المسلمين، وإذا منع ذلك في المسلمين نشأ عنه الاحتياج إلى الأطباء والطبيبات من غير المسلمين، وهذا فيه من المفاسد الشيء الكثير، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بجلب المصالح ودرء المفاسد. اهـ
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني