الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي يافضيلة الشيخ هو كثر الكلام بعض الأحيان في المجالس بين الشباب ويأتي واحد يقول كلاماً يأثم عليه بسبب نرفزة أو زعل من أحد الجلوس هل يأثم الباقون من جراء الكلام؟.والله يوفقكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فبعض الألفاظ في سؤال السائل غير واضحة.
وعلى العموم، فإن الواجب على المسلمين التأدب بأدب المجالس، ومن أدب المجالس ألا يقال فيها إلا خير، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً، أو ليصمت".
وكذلك يجب حفظ اللسان عن كل قول يسيء إلى الآخرين، وإذا صدر من أحد الشباب قول منكر شرعاً، فإن الواجب على الحاضرين الإنكار عليه، لما روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
قال النووي في شرح صحيح مسلم: ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف.
فعلى هذا إذا أنكر عليه بعضكم سقط عنكم الإثم، ويؤجر من أنكر، وإذا سكتم جميعاً عن الإنكار بلا عذر معتبر شرعاً أثمتم جميعاً، وكذلك لابد من تقديم النصيحة لمن تسبب في استفزاز هذا الشاب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني