الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إقامة التعزير من شأن الجهات المسؤولة

السؤال

فتاة في بداية العشرينيات, ذهبت مرة مع صديقتها إلى مطعم مع شابين أحدهما معها بالجامعة، وبعد أن انتهوا من المطعم ركبت البنات في الخلف وركب الشابان في الإمام بالسيارة، وبعد قليل نزلت صديقتها مع الشاب الذي معهما بالجامعة وبقيت الفتاة المعنية في الخلف، فقالت لها صديقتها اجلسي في الأمام من باب الاحترام وأن هذا الشخص لا يعمل عندك كسائق، فجلست الفتاة في الأمام وهي لا تدري أنه ربما يحدث شيء معها، وبعد قليل من الحديث العادي ذهب الشاب من طريق غريب فقالت له الفتاة لماذا تذهب من هذا المكان؟ فقال لها كي يكون الطريق مختصرا، لكن الفتاة أحست بالخطر فأصبحت تضرب بيديها على الزجاج من باب النجدة, لكن دون جدوى، وبعد قليل صف سيارته في مكان منعزل وجلس فوقها, فقاومته, فقبلها من فمها فأغلقت شفتيها كي لا يقبلها فأغلق حزام الأمان عليها بسبب مقاومتها له, وأمسك يديها بإحكام وانتقل إلى صدرها وكشفه وأصبح يقبله ويحلسه ووضع يده من داخل ملابسه وأصبح يمارس الاستمناء والفتاة تقاوم, وبعد قليل وضع يديها خلف ظهرها وجلس فوقها ولم تعد تستطع أن تتحكم بيديها تحكما كاملا, ومن ثم أنزل يده على عضوها الأنثوي وأصبح يقرصه ويلمسه بشكل شنيع ولم يفض غشاء البكارة ويده الأخرى وضعها في ملابسه، وأصبح يمارس الاستمناء مرة أخرى, وبعد أن انتهى من فعله الإجرامي, قال لها هل تريدين أن أوصلك؟ فقالت لا، ففتح أقفال السيارة، وفي بداية القصة أغلق الشبابيك بحجة تدفئة السيارة، لكنني نسيت أن أذكر هذا، وعندما خرجت بصقت في وجهه, فقال لها أنت أتيت بإرادتك، ربما لأنها شعرت بأنه لن يفعل معها شيئا عندما ركبت معه، وعندما رجعت الفتاة كشفت عن جسدها فوجدت لونه أزرق من أفعاله الوحشية التي فعلها ومن مقاومتها له، وأصبحت تبكي ودخلت في صدمة نفسية حادة جدا فأصبحت تغضب وتخاف من أن يجلس بجانبها أي شاب في الجامعة وأصبحت تخاف من ركوب التكسي وعندما تنعزل تبكي وتقول بأن نفسيتها لن تعود كما كانت وتريد أن تذهب إلى دكتورة نفسية تخبرها بقصتها، علها تتحسن حالتها، مع العلم بأن هذه الفتاة في بلد غير مكان أهلها من أجل الدراسة، لذا فهي وحيدة وليس لها قريب كفء يساعدها, الأسئلة هي:
1ـ أريد أن أسأكم عن التصرف الصحيح الذي يرضي الله ويرضي الفتاة, وهل يقبل الإسلام بأن نلقن هذا الشاب درسا قاسيا من الضرب المبرح دون القتل ـ إن أمكن؟ وما رأي الشرع فيما حصل مع هذه الفتاة؟ وماذا تفعل؟.
2ـ هل يجوز لهذه الفتاة أن تكلم شابا أراد أن يخطبها سابقا, فهي ترتاح له وهو الشخص الوحيد الذي أخبرته بقصتها؟.
3ـ أعطوني نصائح قيمة تفيد هذه الفتاة في أزمتها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أتيت هذه الفتاة من قبل مخالفتها حدود الله تعالى حيث خرجت وتلك الفتاة مع هذا الشاب وهو أجنبي عنها ثم مكنته من الانفراد بها في السيارة، وهذا نوع من الخلوة المحرمة، كما بينا بالفتوى رقم: 19705.

فلا يبعد أن تكون هذه عقوبة من رب العالمين على ذلك، فقد قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.

فهي التي جنت على نفسها، فالواجب عليها أن تتوب إلى الله توبة نصوحا، ولا شك في أن ما أقدم عليه هذا الشاب منكر يستحق عليه التعزير والتأديب، ولكن ليس لكل أحد أن يقوم بذلك، وإنما هو من شأن الجهات المسؤولة لئلا تسود الفوضى، فإن شاءت هذه الفتاة أن ترفع الأمر إلى تلك الجهات فلها ذلك، وانظر الفتوى رقم: 187215.

ولا يجوز لهذه الفتاة أن تكلم هذا الشاب الذي كان يريد خطبتها أو أي أجنبي آخر إلا لحاجة، فالمحادثة بين الأجنبيين باب إلى الفتنة وطريق إلى الفساد يجب الحذر منه، كما بينا بالفتوى رقم: 30792.

وإن كانت في حاجة إلى مقابلة طبيبة نفسية فلا حرج عليها في ذلك، ولكن تخبرها بالقدر الذي يتحقق به المقصود دون الدخول في التفاصيل، لأنها يجب عليها أن تستر على نفسها ما أمكنها ذلك، وراجع الفتوى رقم: 182589.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني