الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من الجزع والضجر على الميت

السؤال

توفيت أمي منذ أيام، وحينما ذهبت للمستشفى وأخبرني إخوتي بأمر وفاتها صرخت وبكيت وكنت أقول لم يا ربي، وكنت أبكي بحرقة ولما كشفت عن وجهها واحتضنتها وقلت يا حبيبتي يا أمي ليتني أنا ولست أنت، علما بأنني بعد أن خفت الصدمة ندمت واستغفرت الله عما بدر مني وخفت أن أكون قد أغضبت الله مني وخفف عني لما رأيت وجهها مبيضا، أسأل الله لها الجنة، فهل علي ذنب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الصراخ على الميت منهي عنه، وكذا ما صدر منك من قول سيء يدل على الجزع والضجر وعدم الصبر والرضا بقضاء الله تعالى، وهو محرم، قال في الفواكه الدواني: وينهى قريب المحتضر وكل من يتأثر بفقده عن الصراخ والنياحة وسائر الأقوال القبيحة، فالنهي للتحريم حيث استلزم أمرا محرما؛ لخبر: ليس منا من ضرب الخدود ولا من شق الجيوب، وروي: أنا بريء ممن حلق وصلق وخرق، والصلق الصياح في البكاء وقبح القول، وروي أن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب. انتهى.

وقال عبيد بن عمير: ليس الجزع أن تدمع العين ويحزن القلب، ولكن الجزع القول السيء والظن السيء. انتهى.

وعليه؛ فإن كنت قد فعلت هذه الأشياء المحرّمة من غير وعي منك، فلا شيء عليك، فإنّ الإنسان لا يؤاخذ بما يفعله حال كونه مغلوباً على عقله، وأمّا إن كنت فعلت ذلك مدركة، فقد أذنبت ، والواجب عليك التوبة والاستغفار، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 98641، 146813.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني